لقد وصلت إلى المقالات الرئيسية

مخيمات تعذيب الأثيوبيين في اليمن: اغتصاب وقتل على يد الجيش والعصابات

في 23 أغسطس 2013

 قدرت منظمة اللاجئين الدولية التابعة للأمم المتحدة عدد اللاجئين والمهاجرين القادمين من أفريقيا من خلال خليج عدن بـ ٤٦ ألف وصلوا في الأشهر الست الأولى من عام ٢٠١٣. وسجل اليمن في العام الماضي عدد ١٠٧,٥٠٠ ممن جاءوا إلى البلاد بحثاً عن العمل في الخليج أو اللجوء في اليمن. وأكدت المنظمة أن عدد اللاجئين والمهاجرين في اليمن وصل إلى النصف مليون منذ عام ٢٠٠٦.

ويقدر عدد الأثيوبيين من الواصلين إلى اليمن هذا العام بـ ٣٨,٨٢٧ بنسبة (٨٤٪) بينما يقدر عدد الصوماليين منهم بـ ٧,٥٥٩ بنسبة ١٦٪. وقد وصل أغلب هؤلاء خلال شهري فبراير ومارس بعد عبور البحر الأحمر بينما جاء ٣٤,٨٧٥ منهم عبر البحر الأحمر إلى محافظة لحج و١١,٥٤٢ آخرون عن طريق بحر العرب إلى محافظة حضرموت. وكان عدد اللاجئين الصوماليين في السنوات الماضية قد تراوح بين ثلث إلى ثمن الواصلين إلى اليمن.

رحلة الموت

ويتعرض المهاجرون واللاجئون في اليمن لعدة أنواع من سوء المعاملة والعنف والاستغلال الجنسي في مراحل مختلفة من الرحلة. وتكون أغلب القوارب الآتية من بحر العرب والبحر الأحمر مزدحمة ومعرضة للغرق. كما يقوم المهربون أحياناً بإجبار الراكبين على النزول إلى البحر لتفادي عقبات التفتيش.

وتعتبر السلطات اليمنية الصوماليين الواصلين لأراضيها لاجئين تلقائياً بينما تقوم منظمة اللاجئين الدولية بالنظر في حالات القادمين من الأثيوبيين والجنسيات الأخرى على الرغم من أن القليل من الأثيوبيين يتقدمون للجوء لرغبتهم في البحث عن العمل بعد العبور إلى السعودية وهو ما يضعهم عرضة للعنف والاستغلال.

اغتصاب النساء

وفي تقرير لقناة البي بي سي في شهر يوليو، تحدثت فتاة أثيوبية تبلغ من العمر ١٧ عام عن ما تعرضت له في اليمن بعد أن وصلت من خلال قارب عبر البحر الأحمر. وروت الفتاة تفاصيل خطفها بعد وصولها إلى نقطة تفتيش قريبة من بيت تم فيه تعذيب فتيات أخريات أمامها ومن ثم قاموا بضربها معهم واغتصابهم جميعاً.

وقضت الفتاة عفتة في "مخيم التعذيب" ثلاثة أشهر لأنها خجلت من طلب المال من أهلها رغم تعرضها للاغتصاب كل يوم. وبعدما عرفوا أنها قد مرضت ولن تجلب أي مال لهم، قام خاطفوها برميها في الشارع. عفتة الآن تتلقى الرعاية في مركز تابع للمنظمة الدولية للهجرة في منطقة "حرض" الحدودية إلا أنها مازالت تعاني مما تعرضت له. ومن شهادتها، قالت الفتاة بأن النساء يتم اغتصابهم والرجال يتم حرقهم، كما قام الخاطفون بكسر عظام ضحاياهم وفقأ أعينهم.

حسب تقرير لـ "أطباء بلا حدود"، هنالك ٢٠٠ مخيم للتعذيب في منطقة "حرض" وحدها زارت البي بي سي أحدها حيث تحدثت المراسلة مع مهاجرين محاطين برجال مسلحين. وكانت منظمة الهجرة الدولية قد وصفت الحالة بأنها "كارثة إنسانية دولية" خاصة وأن الدعم الدولي يقدم لليمن واللاجئين الصوماليين الذين يبلغ عددهم في جنوب اليمن ٢٠٠ ألف.

ضحايا الحدود السعودية

وحسب تقرير البي بي سي، هنالك ٨٠ ألف شخص من أثيوبيا يقومون برحلة السفر إلى اليمن كل عام بحثاً عن العمل في السعودية وإعانة أهاليهم إلا أنهم يتعرضون للعنف من قبل العصابات والجيش اليمني على الحدود السعودية-اليمنية. وكانت مراسلة القناة قد التقت بالكثير من المهاجرين القادمين من منطقة تيغري في أثيوبيا حيث شرحوا لها عبورهم الجبال إلى جيبوتي ومن ثم دفع مبالغ للمهربين ليأخذوهم عبر البحر الأحمر إلى نقطة "باب المندب." وكان الآلاف قبلهم قد تعرضوا للعنف الجنسي والتعذيب من قبل المهربين.

وعلى الحدود، يقتل بعض المهاجرين أثناء محاولتهم الوصول إلى منطقة "حرض" المحصنة بشدة. وفي لقاء القناة مع دفان يمني، قال صالح صبري أنه لم يعد يعرف عدد من قام بدفنهم مشيراً إلى أن منهم من قتل برصاص حرس الحدود أو القتل شنقاً أو الضرب حتى الموت.

تورط الجيش اليمني

حسب شهادة عفتة، كان خاطفوها يرتدون الزي العسكري وهو ما جعلها تنفذ أوامرهم. كما كان هؤلاء من اغتصبوها في مخيم التعذيب. وفي شهادة لفتاة أخرى اسمها أسماء (١٦ عام)، قام مجندون يمنيون بالقبض عليها مع مهاجرين آخرين وبيعهم لمخيمات التعذيب. وقد اغتصبت أسماء ثلاث مرات كل يوم لمدة شهرين حتى أطلق أحدهم سراحها "بداعي الشفقة".