لقد وصلت إلى المقالات الرئيسية

الأدب كلغة للمهاجرين – حوار مع مجموعة "بلوما" من الكويت

في 8 يوليو 2014

قبل أقل من عام، انطلقت مجموعة "بلوما" لتكون تجمعاً أدبياً يركز على إبراز حكايا المهاجرين. تهدف المجموعة لبناء جسر يتجاوز تقسيمة المواطن-المهاجر من خلال تشجيع حوار أدبي يخلق مساحة للمهاجرين وتجاربهم. في هذا الحوار تحدثنا مع أعضاء المجموعة عن خططهم وأهدافهم.

 أخبرونا عن "بلوما" وسبب تأسيسها.

نحن مجموعة ثقافية تعددية تتكون من عدة كتاب مهتمين بأدب المهاجرين. بدأنا في سبتمبر ٢٠١٣ وفي المراحل الأولى من تشكيل المجموعة بحثنا عن أناس من مختلف الجنسيات من الشغوفين بالكتابة. عانينا في البداية من أجل تشكيل مجموعة من أعضاء يؤمنون بأهداف المشروع. مازلنا نرحب بأي أعضاء جدد، مواطنين أو مهاجرين، لا يهم، ما يهم أن يكون لهم اهتمام بأدب المهاجرين والشجاعة المتطلبة لترك راحتهم التي قد تتزعزع خلال حواراتنا المختلفة. “بلوما" تؤمن بأهمية تحدي التقسيمات الاجتماعية-الثقافية واختراق الفصل العرقي. من مسؤولياتنا ككتاب أن نكتب وننشر والأهم من ذلك أن نخلق تغييرات بأكثر الطرق سلمية. “بلوما" تأسست بسبب هذه الحاجات، الحاجة لتنفيذ هذه الالتزامات الشخصية والاجتماعية. زوروا مدونتنا إن أحببتم متابعة نشاطاتنا أو التعرف على المزيد عن مشروعنا.

ما هي خططكم للوصول للمهاجرين واشراكهم في هذا المشروع.

نريد الوصول إلى العامة من خلال أدب متعدد اللغات، أو بالأحرى أدب بلغات المهاجرين. نرغب أيضاً بتشجيع المهاجرين للكتابة عن تجاربهم وتوفيرها بلغات وأشكال عدة. بالإضافة إلى الإصدارات، نخطط للتعاون مع مجموعات أهلية أخرى، ليس فقط في الكويت بل أيضاً في الخارج من خلال ملتقيات وورش. مؤخراً نظمنا فعالية "بلوما + تخطيط الكويت" في مايو ١٦ لمناقشة خرائط تميز أماكن تواجد العمالة المنزلية في الكويت والشرق الأوسط. كما حضر أحد أعضاء المجموعة "الديوانية الثقافية" التي نظمتها مجموعة equait في مايو ٢٦. نعمل الآن على تحضير إصدارنا الأول والذي سيكون أنطولوجيا شعرية.

هل سيكون لكم تعاون مع أي مؤسسات كويتية؟

ربما، بإمكاننا العمل مع جمعيات النفع العام مثل حقوق الإنسان وجمعيات التعددية الثقافية والتجمعات الأدبية التي تبحث عن خلق الحوار. كما نرغب بالتعاون مع أي مجموعات إجتماعية ترغب في تحقيق شيء للمهاجرين وتواجدهم هنا.

لماذا اخترتم الإنجليزية كلغة وسيطة، وهل تخططون لتوفير النصوص بلغات مختلفة؟

حتى الآن، نستخدم الإنجليزية والفلبينية حتى نجد كتاب ثنائي اللغة ومترجمين. نرحب بأي أعضاء جدد ومتطوعين.

ذكرتم أن الأدب جسر للحوار، هل تعتقدون أن هدف مثل هذا متاح في بلد مثل الكويت حيث التقسيمة واضحة بين المهاجرين والمواطنين؟

هدفنا متاح إن كانت هنالك مساحة متوفرة إعلامياً وعلى الإنترنت لنصل إلى القراء المحليين. نحاول إيصال هذا المشروع خارج دائرة القراء الاعتياديين ونعتقد أن هذا ممكن من خلال الوصول إلى الجاليات والتواصل مع مواطنين من أجل حوار مشترك. من خلال التواجد في أماكن التجمع المختلفة، نحاول أن نخلق هذه الروابط. الأدب يعيش إلى الأبد. لا نكتب فقط من أجل الجيل الموجود بل من أجل مستقبل مشترك ونطلب من الجميع المشاركة في ذلك. بالطبع، الكويتي مهاجر في مكان آخر. بالتالي، نحاول خلق أرضية لتبادل الحكايا بين الجميع. يهمنا أيضاً اشراك مزدوجي الجنسية وكسر تابو الحديث في هذا الموضوع. الترجمة تأتي كأداة مهمة في تحقيق كل هذا. إن زرعنا الأدب بنوايا جيدة، من الممكن أن نحصد فكرة تتحدى تقسيمة المواطن والمهاجر.

هل واجهتم أي مصاعب حتى الآن؟

البعض انتقدونا لتركيزنا على العمالة المنزلية وما يتعرضون له من قبل أرباب العمل الكويتيين. بالطبع نقدر الآراء التي تصلنا إلا أننا لن نتردد أو نصمت وندخل في محاولات لتبرير إيماناتنا، بل ندعو الجميع للتعامل مع الأمور بعقلية متفهمة. إن ناقشنا هذه المواضيع بالأرقام والحقائق، سنجد المساحة الضرورية التي يحتاجها كثير منا للتعبير. يهمنا تواجد القصص الشخصية ممن تعرضوا لأي نوع من الاستغلال والعنف، التي تقوم بدورها بتفكيك الصور النمطية والاتهامات الممارسة ضد الضحايا. من أجل ذلك علينا تجاوز الحواجز الثقافية. مشكلة أخرى أن هنالك سلبية كبيرة في المجتمع حيث يعرف الكثير منا ما يحصل للعمالة المنزلية أو غيرهم دون رغبة في اعتراض ذلك. نرغب في خلق حالة تضامنية بيننا من خلال مناقشة مشاكلنا الشخصية والاجتماعية. بالطبع هنالك من يعاني فيما يخص ساعات العمل وقدرتهم على الانتظام في العمل مع المشروع.

هل الرقابة الذاتية إحدى الاشكاليات؟ بما أن المهاجرين معرضين للملاحقة وفي وضع ضعيف قانونياً؟

نعي احتمالات اعتقالنا أو التحقيق معنا بسبب كتاباتنا. إلا أن هذه المشاكل تواجه الكتاب المحليين أيضاً. كل كاتب، بطريقة أو أخرى، يواجه ملاحقة من نوع ما. كل كاتب يتعرض لإساءة فهم، فعلينا أن نستعد لكل هذه الاحتمالات. رغم ذلك، الكتابة شغفنا وكل مشروع من هذا النوع يواجه مخاطر، خاصة ان كان الهدف تمكين الناس من التعبير عن أنفسهم. الرقابة الذاتية موجودة معنا كل يوم، في كل حديث دون أن نعي وجودها حتى. نتمنى أن يكون لنا قراء أذكياء ومتسامحين.