لقد وصلت إلى المقالات الرئيسية

ألماز: قصة مصورة عن عاملة أثيوبية في السعودية

في 10 أكتوبر 2014

"ألماز: قصة من العمالة المهاجرة" تصور حقيقة التجارب المشتركة التي تمر بها عاملات المنازل المهاجرات في المملكة العربية السعودية؛ نقلاً عن عاملة أثيوبية مهاجرة عملت في السعودية مسبقاً. الشخصية الرئيسية، ألماز، تحملت العديد من الانتهاكات الجسدية والعاطفية التي تمثل الكثير مما تتعرض له عاملات المنازل المهاجرات في الخليج بسبب العزلة والمعاملة السيئة من أرباب العمل. الرسومات توضح بإبداع وأسلوب نقدي شيق الحكايا غير المرئية في كثير من الأحيان لملايين من عاملات المنازل في السعودية ومنطقة الخليج العربي على نطاق أوسع.

المقال التالي نشر على موقع PositiveNegatives.org يقدم تفاصيل أكثر عن معاناة العمالة المنزلية في منطقة الخليج العربي:

Almaz_00

القصة تصور "ألماز" واحدة من آلاف العاملات المنزليات في السعودية ومنطقة الخليج ككل. على الصعيد العالمي، العمالة المنزلية غالباً ما تكون "غير مرئية" ولا يسلط الضوء عليها، فالمجال الخاص (المنزل) غير منظم بقوانين عمل تحمي حقوق العاملات.

كما يوضح هذا الرسم الكاريكاتيري، استغلال العمالة المنزلية يبدأ من داخل المنزل، بالإضافة إلى سماسرة العمالة عديمي الضمير ووكلاء التوظيف، بتقديمهم لتلك الوعود الكاذبة متمثلة بظروف العمل والأجور، بالإضافة إلى تحميلهم "رسوم توظيف" غير مشروعة. بعض العمالة واعية جداً للمخاطر التي واجهت مواطنيهم في المنطقة، ولكن الأجور المرتفعة والتي لا يمكنهم العثور عليها في بلادهم جعلتهم على استعداد لخوض هذه المغامرة.

المحن العديدة التي تعانيها العمالة المنزلية في السعودية ومنطقة الخليج تؤكد سوء نظام الكفالة، الذي يترك العمال تحت رحمة أرباب عملهم. إحدى الممارسات الشائعة لأرباب العمل هي مصادرة وثائق الهوية والسفر، ورفض تغيير جهة الكفالة، مما يدفعهم إلى الهروب. في يوم 5 يوليو من هذا العام، أقدمت عاملة منزلية أفريقية شابة على الانتحار في ما يسمى بملجأ للعاملات المنزليات في السعودية (أو بالأدق مركز للاعتقال) بعد أن رفض كفيلها السماح لها بالعودة إلى بلادها.

وتشمل مشاكل العمالة المنزلية في دول الخليج العمل لأكثر من 10 ساعات يومياً، تتخللها فترات استراحة قليلة، دون أيام عطل، والحبس في المنزل، والتأخير أو عدم سداد الأجور. عاملات المنازل في المملكة العربية السعودية يعملن بمتوسط ​​63.7 ساعة في الأسبوع، وهو ثاني أعلى معدل في العالم. يعاني العديد من العمال المنزليين أيضاً من الاعتداء الجسدي واللفظي والجنسي من قبل أصحاب العمل وأسرهم.

رغم أن بعض أرباب العمل ليسوا سيئين، إلا أن العمالة المنزلية في كل الأحوال مازالت تحت رحمة أصحاب العمل ولطفهم، بدلًا من أن تكون هنالك تشريعات لحمايتهم. باستثناء البحرين مؤخراً، مازالت العمالة المنزلية مستبعدة من قوانين العمل الوطنية، تتوفر لهم حماية ضئيلة من خلال تعميمات ولوائح غير كاملة، واتفاقيات ثنائية غير متكافئة بين العامل والكفيل. وعلى الرغم من وعود لتطبيق "عقود موحدة" للعمالة المنزلية، إلا أن أياً منها لم يتم تطبيقه بعد.

تعاني العديد من هذه اللوائح من ضعف في التنفيذ، ويرجع ذلك جزئياً إلى عدم الرغبة في تنظيم المجال الخاص قس المنزل، حيث تفرض القوانين على العمالة المنزلية العيش في منزل رب العمل، مما يضطرهم للتواجد في المنزل حتى أثناء أوقات فراغهم. كما يتم منع بعض العمالة من الحصول على هاتف محمول خاص بهم، مما يعيق قدرتهم على طلب المساعدة في حالة الاستغاثة.

العمالة المنزلية الاثيوبية، وخاصة في المملكة العربية السعودية والكويت، تواجه نوعاً آخر من الانتهاكات؛ ألا وهي العنصرية المتطرفة. بدأ استقدام العاملات المنزليات الاثيوبيات في المملكة العربية السعودية في عام 2012، في أعقاب انهيار الاتفاقيات مع الدول الآسيوية المصدرة للعمالة، بحجة أن مطالب هذه الدول لمهاجريها “مبالغة”. ترى السلطات السعودية البلدان المصدرة للعمالة الأفريقية، الاثيوبية وغيرها، أنها متعاونة، معلنة على الملأ أنها ستبدأ بتوظيف العمال من هذه الدول الأفريقية بدلاً من تلك الدول الآسيوية التي تحدتهم.

ومع ذلك، وفي يوليو عام 2013، فرضت المملكة العربية السعودية حظراً على استقدام العمالة المنزلية الاثيوبية والغاء40،000 تأشيرة للعمالة المهاجرة الاثيوبية، واستمرار وقف الحظر حتى "دراسة تهديد العمالة الاثيوبية" على البلاد. ورافق هذه الخطوة خطاب عنصري ومعادي للمهاجرين، حيث صور الاثيوبيين أنهم متوحشين، عدائيين، وخطر على المجتمع. هذا الخطاب العنصري، تبنته السلطات ووسائل الإعلام و حتى الجمهور، مسبباً حملة في أواخر عام 2013 على العمال "الغير قانونيين"، مما أدى إلى ترحيل أكثر من 100،000 مهاجر أثيوبي.

تبين لنا هذه الرسوم أن عدداً كبيراً جداً من العاملين في المنازل، يعانون من عدم وجود منهجية لحمايتهم طوال دورة التوظيف والهجرة. وهذه القصة وغيرها من القصص المكتومة، تمثل تجارب كثيرين من العمالة المنزلية المهاجرة، مما يجعلهم غير مرئيين لهذا العالم.