لقد وصلت إلى المقالات الرئيسية

هل أنت متورط في الاتجار بالبشر؟

في 11 أبريل 2015

يعتبر الاتجار بالبشر بخطورة العبودية وقوانين مجلس التعاون الخليجي (خاصة الكفالة) تسهل انخراط أصحاب العمل من مؤسسات وأفراد في مثل هذه الممارسة، لذا علينا أن نعي حجم الممارسات الغير أخلاقية التي تؤدي إلى حالات الاتجار بالبشر والعمل القسري. لا يعلم الكثير من أصحاب العمل أن ظروف العمل التي يفرضونها على موظفيهم حتى وإن كانت غير مؤذية جسدياً إلا أنها قد تكون محل انتهاك لحقوقهم.

هذه الأسئلة ستكون مفيدة بالنسبة للأفراد الذين يوظفون العمالة المنزلية أو الشركات التي تعتمد على العمالة المهاجرة محدودة الدخل.

العامل المشترك في كل حالات الاتجار بالبشر هو استخدام القوة أو الخداع أو الابتزاز لاستغلال شخص في الجنس المدفوع أو لاجبارهم على تقديم خدمات وديون وشغل. استخدام القوة والابتزاز قد يكون عنيفاً ومباشراً أو نفسياً.

وعلى الرغم من اعتقاد الكثيرون أن الاتجار بالبشر غالباً ما يرتبط بتجارة الجنس مقتصراً على مجموعات معينة، إلا أن الكثير من موجات الاتجار اليوم تحدث من أجل الحصول على شغل قسري.

وفقاً لبروتوكول الأمم المتحدة يعرف الاتجار بالبشر باعتباره:

تجنيد أشخاص أو نقلهم أو تنقيلهم أو إيواءهم أو استقبالهم بواسطة التهديد بالقوة أو استعمالها أو غير ذلك من أشكال القسر أو الاختطاف أو الاحتيال أو الخداع أو استغلال السلطة أو استغلال حالة استضعاف، أو بإعطاء أو تلقي مبالغ مالية أو مزايا لنيل موافقة شخص له سيطرة على شخص آخر لغرض الاستغلال.

قد تقع حالة الاتجار في أي جزء من دائرة الاستقدام أو الهجرة. كثيراً ما يجهل أرباب العمل أنهم قاموا بتوظيف عمالة مهربة، إلا أننا نركز هنا على ما يحدث بعد بداية العمل.

التوظيف بالخداع: قد يكون الخداع في اعطاء معلومات خاطئة عن طبيعة أو أوضاع العمل ليتم وصفها للمهاجر/ة دون دقة، سواء من قبل مكاتب الاستقدام أو العائلة والأصدقاء وأصحاب العمل. الاستقدام بالخداع يشمل أيضاً توظيف أشخاص لوظائف وهمية.

على سبيل المثال، كثيراً ما تجهل العمالة المنزلية أن مسؤولياتها المتوقعة تشمل رعاية الأطفال بالإضافة إلى العناية بالمنزل. حجم المسؤولية الواقعة على العمالة المنزلية غير منطقية، في ديسمبر ٢٠١٣، قامت عاملة بالانتحار بعدما وبخها صاحب العمل لعدم رعايتها أطفاله.

العمل تحت التهديد: يشمل العمل لوقت إضافي قسرياً، الحد من حرية التنقل، الأوضاع المعيشية المهينة، استغلال السلطات ضد العامل، التهديدات الجسدية أو النفسية واستخدام العنف والعزل والمراقبة المستمرة. كما تشمل مثل هذه الحالات حرمان العمالة من فترات الراحة وعزلهم ومنعهم من وسائل التواصل.

في دول الخليج، يتم الزام العمالة المنزلية قانونياً على العيش في بيوت أصحاب العمل دون أن يتمتعوا بفترات راحة وأيام عطلة. الكثير من العمالة المنزلية يعملون لأكثر من ١٠ ساعات يومياً بينما يعيش مهاجرون مثل عمال المنشآت في غرف مكتظة تفتقد لأبسط الأوضاع الصحية. في البحرين، عدة حرائق في منشآت العمل تسببت في مقتل عمال. الظروف الغير آمنة شائعة في المنطقة. في تقرير هيومن رايتس واتش عن جزيرة "السعديات"، هنالك حالات موثقة كثيرة عن ظروف العمل الخطيرة التي يعمل حولها آلاف العمال.

عدم القدرة على ترك العمل: ومن بينها نظام الكفالة الذي يمنع المهاجرين من تغيير جهة العمل، بالإضافة إلى قيام أصحاب العمل بالامتناع عن تجديد إقامة موظفيهم أو ابتزازهم للحصول على مبالغ كبيرة، وقيام البعض بحجز أجور موظفيهم ووثائقهم لمنعهم من الهرب. وتساهم تكاليف الاستقدام أيضاً بمنع المهاجرين من ترك العمل بسبب الديون المتراكمة عليهم مقابل الحصول على وظيفة في الخارج.

مازال أصحاب العمل من الأفراد والمؤسسات يقومون باحتجاز جوازات سفر موظفيهم بحجة "حماية" استثماراتهم في حالة قيام الموظف بترك البلاد أو الهرب من الوظيفة. في حالة وثقناها حديثاً، قام كفيل إماراتي بإجبار عاملة منزلية على دفع ٦٠٠ درهم مقابل السماح لها بتغيير الكفيل لكنه تراجع عن اتفاقهم بعد دفعها المبلغ المطلوب. هربت العاملة إلى مكتب الاستقدام حيث طلبوا منها العودة إلى صاحب عملها لأنه ثري ولأن سفارتها لن تتدخل بالنيابة عنها. مازالت العاملة عالقة في المكتب دون وظيفة أو تعويض.

الاتجار بالبشر في الخليج

تتجنب دول الخليج الحديث عن الاتجار بالبشر رغم إنشاء هيئات متخصصة في محاربة هذه الممارسة. ولا تريد السلطات الخليجية الاعتراف بأي نوع من الاتجار بالبشر سوى ما يتعلق بتجارة الجنس التي قليلاً ما يسمحون بنشر تقارير عن وقوعها. كان رد دول الخليج على تقرير منظمة العمل الدولية عام ٢٠١٣ عن الاتجار بالبشر عدائياً بحجة أن الحالات المشار إليها استثنائية. إلا أن الحقيقة أن نظام الكفالة يسمح بحدوث حالات الاتجار والعمل القسري.

يمنح نظام الكفالة السلطة لأصحاب العمل. النظام ذاته سبب رئيسي لوقوع حالات العمل القسري. تغيير القانون لن يكون حلاً جذرياً إن لم تغير من ممارساتك. بامكانك أن تتفادى التورط في الاتجار بالبشر من خلال ما تقوم به أنت ومن حولك.

الصورة: جزء من جدارية "بين الذاكرة، صحراء وبحر" لدوغ كوبر في جامعة كارنيغي ملون في قطر.