لقد وصلت إلى المقالات الرئيسية

إيكويت: مقيمون لا محتلون

في 2 مارس 2016

equaitمبادرة إيكويت (Equality + Kuwait) هي مشروع شبابي انطلق قبل أكثر من ثلاثة أعوام لمكافحة التمييز العنصري في أوساط الشباب الكويتي، يهدف إلى تشجيع الحوار وإبداء التضامن مع المهاجرين من خلال إقامة الفعاليات العامة وتنظيم التجمعات الشبابية. وإضافة إلى التصدي لظاهرة تشويه صورة العمالة المنزلية، يتخذ المشروع الشبابي موقفاً ناقداً لسياسات الهجرة المتبعة في الكويت مثل نظام الكفالة.

في المقابلة التالية التي أجرتها منظمتنا مع أحد مؤسسي إيكويت فيصل الفهيد نتعرض للأنشطة الحالية التي ينظمها المشروع وآفاقه اللاحقة.

هل لك أن تعطينا لمحة عامة عن أعمال إيكويت؟

فيصل الفهيد: إيكويت هي منظمة شبابية الطابع أسستها بالاشتراك مع لينا العوضي وبالتعاون مع برنامج "غلوبال تشينج ميكرز" وبرنامج "ثري دوت داش" الذي أطلقته مؤسسة "نحن أسرة"، وأحمل فيها رسمياً لقب "القائد الشاب العالمي"ً.

تعمل منظمتنا على الترويج للمساواة وتبادل الاحترام بين كافة المتواجدين على أراضي الكويت بمختلف مشاربهم واختصاصاتهم المهنية، حيث يشكل الوافدون 69% من سكان الكويت، ويُنظر إليهم في بعض الأحيان على أنهم محتلون لا مقيمون. ونسعى لجعل الكويت بقعة أكثر تسامحاً ذات بيئة أكثر تقبلاً من خلال إقامة فعاليات مثل نموذج إيكويت للأمم المتحدة ومسابقات الأكل وتنظيم ورشات عمل الشباب. حتى الآن تلقينا 230 طلب من متطوعين (Q-heroes)، وتلقينا أكثر من مائة طلب للمشاركة في فعالية نموذج إيكويت للأمم المتحدة، ووزعنا 613 سلة غذائية للمحتاجين في 18 منطقة موزعة في أرجاء الكويت خلال شهر رمضان. كما أننا نحاول توسيع نطاق برنامجنا عالمياً من خلال الاشتراك مع منظمات أخرى مثل مجموعة الشباب للسلام العالمية ومقرها في كوريا الجنوبية.

واضح أنكم تتوجهون للكويتيين وللشباب الكويتي بشكل رئيسي لتشجيعهم على نبذ العنصرية تجاه المقيمين غير المواطنين. هلا أطلعتنا على نشاطكم في هذا المجال؟

نحن كمواطنين كويتيين نأخذ كثيراً من الأمور على أنها بديهيات بما فيها مجيء الناس من بلادهم لتنظيف شوارع بلدنا والعناية بأولادنا وترتيب منازلنا. ويعتقد معظم الكويتيين أن من حقهم أن يفعلوا ما يشاؤون بالعمال المهاجرين بمجرد ما أصبحوا تحت سلطتهم، دون أي رادع أو محاسبة. وقد وقعت عدة حوادث قاسية في الكويت تتعلق بإساءة المعاملة والتعسف بحق عمال مهاجرين، والغريب أن بعضنا يعتقد بأنه لا بأس في معاملتهم كخدم لا بشر، وأغلب بعضنا الآخر لم يسمع بوقوع الحوادث!

لذلك نعتقد أن مهمتنا توعية الأجيال الجديدة عن هذه القضايا بحيث يتهيأ المجتمع الكويتي للانتقال إلى طور اجتماعي أرقى وأكثر احتراماً. وقد ساهمنا مؤخراً بإطلاع الشباب على قضية التعامل مع عمال وعاملات المنازل في الكويت من خلال جولاتنا التي قمنا على المدارس مؤخراً. ونحن واثقون من قوة دوافعنا ومستمرون بحثِّ مزيد من الشباب على أخذ زمام المبادرة والمساهمة بما يستطيعون في سبيل هذه القضايا.

هل تُشركون المهاجرين في فعالياتكم، أي هل تدعونهم للتحدث عن تجاربهم مع الكويتيين، مثلاً؟

نعم من خلال الديوانيات مختلطة الثقافات التي نفتحها شهرياً. ففي كل شهر أفتح ديواني الخاص لمجموعة من أناس ينحدرون من مشارب وثقافات مختلفة لمناقشة موضوع أو اثنين مما يهم المجتمع الكويتي أو يؤثر به بشكل ما. والسبب الكامن وراء جعلها جلسات متعددة الثقافات هو الرغبة بالاطلاع على وجهات نظر وآراء متنوعة حول الموضوع المطروح للنقاش وأخذها في الحسبان عند التطرق لوضع حلول لأي حالة يتطلبها موضوع النقاش. كما أن هذا يتيح أرضية للمواطنين وغير المواطنين لاكتساب المعرفة بأمور جديدة عن ثقافات يجهلونها بدل إصدار الأحكام عليها أو على أصحابها من خلال صور نمطية مسبقة.

وهل تتعرض المجموعة للتمييز المكرَّس في القانون ووسائل الإعلام؟

نعم، يكتسب هذا الجانب أهمية كبرى في خضم العمل من أجل حقوق الإنسان في الكويت، خاصة من زاوية حقوق العمال المهاجرين. نحن ننشط منذ حوالي ثلاث سنوات ونشعر بالحاجة للقيام بدورنا في التحريض على التغيير على صعيد الأنظمة والقوانين السائدة حالياً في الكويت. وأحد تلك القوانين التي اتخذنا منها موقفاً نقدياً حازماً كان قانون الكفالة الناظم لشؤون العمال المنزليين، ونعتبر أنه يتوجب علينا القيام بدورنا حتى إلغاء العمل بهذا القانون المثير للسخرية. وأحد مشاريعنا المقبلة مخصص لبدء نشاطنا في هذا الاتجاه، وسوف نعلن عن تفاصيله في غضون أشهر قليلة قادمة.

هلا أخبرتنا عن اشتغالكم على موضوعة "التنمر" ضد غير الكويتيين في المدارس وخارجها؟

التنمر ظاهرة يعاني منها المواطنون الكويتيون وغير المواطنين على حدٍّ سواء. توجد في الكويت معايير اجتماعية معينة عليك التقيد بها إذا أردت العيش فيها، وإذا خرجت عنها يقابلك المحيطون بك من أقرانك بالاستنكار وربما تصبح عرضة للإساءة اللفظية أو الجسدية في بعض الأحيان لمجرد كونك مختلفاً. وبشكل ملفت تسود في أوساط الشباب الكويتي عقلية "إما أن تكون معنا أو ضدنا" المسيئة.

لذلك نقيم في شهر ديسمبر من كل عام فعالية خاصة أسميناها "سباق الجمعة الوردي"، نقطع فيها المسافة بين منطقة المركز العلمي ومنطقة أمواج مارينا، ذهاباً وإياباً، مرتدين ثياباً وردية اللون بهدف توعية الناس بأن الاختلاف مقبول بغض النظر عن الفروق الجنسية أو الدينية أو العرقية أو الجندرية أو في مستوى المعيشة. إذ يتعين على الناس هنا التعوّد على تقييم بعضهم انطلاقاً من أنهم بالتحديد كائنات بشرية وكفى. ولهذا السبب نعمل أيضاً على زيارات للمدارس وإقامة الحوارات حول هذه الطريقة لتقييم الناس وغرسها في أذهان الشباب، فكل المشاكل تنشأ في باحات المدارس. ولكوني كنت قد تعرضت للتنمر والمضايقات المتواصلة في صغري أدرك ما معنى أن يكون المرء منبوذاً. وأتمنى أن أستفيد من تجربتي في دفع الأطفال والفتيان باتجاه تجاوز آثار التنمر ليكونوا فخورين بما هم عليه: أنفسهم.

 

لمتابعة إيكويت على تويتر وفيسبوك