لقد وصلت إلى المقالات الرئيسية

عمال المطاعم في السعودية يُقادون إلى المجاعة

مع إعادة فتح المطاعم والمحلات التجارية في جميع أنحاء السعودية، العمال المهاجرون يواصلون تحمّل وطأة التداعيات الاقتصادية الناجمة عن الجائحة.

في 6 أغسطس 2020

تمكّن مجموعة من العمال المهاجرين الفلبينيين في الرياض والخبر من العودة إلى أعمالهم، ولكن بشروط لم يوافقوا عليها. وقال الموظفون السبعة المباشرون لصاحب شركة محمد العرفج وشركاه (مابكو)، والحاصل على امتياز Rocomamas و The Crepe Cafe، إنه بدلاً من استلامهم الرواتب الشهرية المتعاقد عليها، أصبحت الرواتب الآن تُحدد كنسبة من مبيعات المحل. 

ويأتي ذلك في أعقاب تجربة الإغلاق المؤلمة، والتي قال العمال أنهم تُركوا ليتدبرو أمر طعامهم واحتياجاتهم الأساسية خلالها. وكان عليهم، وبدون دخل، الاعتماد على المجموعات المجتمعية المثقلة أصلاً، والسفارة الفلبينية من أجل الدعم. وقال أحد العمال:" لقد تركونا مكتئبين، وجائعين، ومجهدين عقلياً... وكان على عائلتنا أن ترسل لنا علاواتهم المالية التي تدفعها لهم الحكومة الفلبينية، فقط لنتمكن من شراء الطعام..." 

وبالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من العمال ليس لديهم تصريح إقامة، وحسابات الأجور، أو تأمين صحي. ويخشى هؤلاء، بسبب وضعهم غير القانوني، ترك أماكن اقامتهم المكتظة لطلب المساعدة أو الطعام بالمدخرات القليلة الموجودة لديهم. 

وألقت الشركة باللائمة على الجائحة التي أخّرت تعديل أوضاع العمال، برغم أن بعض العمال وصلوا في وقت مبكر من نوفمبر 2019. كما أن تأخير الرواتب بدأ أيضاً قبل الجائحة والأزمة الاقتصادية التي أعقبتها. وبحسب عمال، فإن بعض الأجور تم ايقافها في يناير، وأن لهم رواتب مستحقة تتراوح بين شهر وشهرين. 

وكانت الشركة قد أعطتهم، مبدئياً، خيار البقاء في إجازة غير مدفوعة، أو التحويل أو المغادرة. وعبّر غالبية العمال عن رغبتهم في المغادرة، إلا أنهم غير موافقين للخروج بدون الحصول على مستحقاتهم. وقالوا إن الشركة لم تبذل مجهوداً لاستصدار تأشيراتهم للخروج وتأمين رحلاتهم للعودة. 

وتقدم العمال بشكوى لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في بداية الأزمة، إلا أن أعمال الوزارة توقفت خلال فترة الإغلاق، واستأنفت مكاتبها العمل في 21 يونيو. ومع خفض عدد الموظفين في الوزارة إلى 70%، ونظراً لحجم القضايا المتراكمة التي عليهم النظر فيها، لا يزال العمال ينتظرون الرد على شكواهم. 

وفي غضون ذلك، نكثت الوزارة بوعدين لتسوية أجور العمال والمزايا المستحقة، ولم يحرز الاجتماع الذي تم، في 30 يوليو، بين العمال، وإدارة الموارد البشرية، والسفارة الفلبينية، والمحلق العمالي أي تقدم.  

وقال عدد من العمال أنهم تعرضوا للمضايقة، وتم تهديدهم بالطرد بعد رفضهم مواصلة العمل قبل أن تُدفع لهم أجورهم المتأخرة. وقال ممثل عن الموارد البشرية لهم:"ألا تريدون العمل؟ اتركوا مكان الإقامة التابع لي. هذا أمر بسيط، فإما أن تأتون للعمل أو أن تغادروا. وليس لدي شيء آخر أقوله لكم. (...). فأنتم لا تستحقون العيش هنا. اتركوا مكان الإقامة الآن. فنحن لا ندين لكم بشيء لأنكم ترفضون المجيء للعمل. أحتاج أن أعطي مكان الإقامة هذا للأشخاص (الملعونون) الذين يرغبون في العمل." 

وقال 40 عامل تم توظيفهم بالباطن أن فشل مابكو في دفع مستحقات وكالات التوظيف التي قامت بتوظيفهم، أدى وبشكل مباشر، إلى تأخير أجورهم أيضا. وتم نقل البعض منهم للعمل في شركات أخرى بعد أن أصبح من الواضح أن مابكو لن تدفع أجورهم. إلا أن كثيرين منهم لا يزالون يكافحون لاسترداد أجورهم. 

أن سوء تصرف صاحب العمل لا يؤثر في العمال فحسب، إذ يزعم العمال أن الشركة أجبرتهم على بيع لحوم منتهية الصلاحية ومواد استهلاكية أخرى مما لم يتم استخدامه في أثناء الإغلاق. وبرغم محاولة ارسال شكوى مجهولة المصدر لوزارة التجارة، إلا أنهم لم يتسلموا أي رد عليها.  

وقال العمال أنهم شعروا بالإهمال في فترة الإغلاق، وبعد العودة للعمل ليس لديهم ثقة بأن الشركة ستفي بوعودها لهم. 

"..فقد تعرضنا لصدمة خلال الشهور الثلاثة الماضية، وتدمرت على إثرها حالتنا النفسية ومعنوياتنا، وليس لدينا الثقة في أسلوب الشركة في الإدارة."

"حالياً، تقوم الشركة بعمل الأشياء ببطء، وشيئا فشيئاً تقوم بإعطائنا "الإقامة" والراتب... لكننا بلغنا طاقتنا للتحمل. فقد تعرضنا لصدمة خلال الشهور الثلاثة الماضية، وتدمرت على إثرها حالتنا النفسية ومعنوياتنا، وليس لدينا الثقة في أسلوب الشركة في الإدارة. كنا نطالب منذ أربعة شهور بما يسد رمقنا من الطعام. فخلال فترة شهور الاغلاق، أغلقوا وسائل الاتصال معنا، والآن يطلبون منا أن نعمل، ويعاودون الاتصال بنا بشكل مفاجئ؟ إن هذا ليس مقبولاً، وليس كافياً أن يقولوا إنهم آسفون لما حدث. لقد كان صعباً فعلاً التعرض لهذه الصدمة. ماذا كان سيحدث لو مرضنا خلال تلك الأشهر؟ " 

حاولت Migrant-Rights.org الاتصال بـ شركة محمد العرفج وشركاه (مابكو) من خلال أرقام التواصل على موقعهم الالكتروني، ومن خلال الرسائل الالكترونية التي لم تنجح محاولة ارسالها.