لقد وصلت إلى المقالات الرئيسية

على دول الخليج التأكد من وصول جميع المقيمين إلى لقاح كوفيد 19

مع بدء إطلاق حملة التطعيم في الخليج، من المهم تضمين العمال المهاجرين في خطط الوصول للتسجيل والمواعيد

في 19 يناير 2021

سوف توفّر جميع دول الخليج تطعيمات كوفيد 19 للمواطنين وغير المواطنين من المقيمين مجاناً. وبالنظر لنسبة العمال المهاجرين الكبيرة في المنطقة، فإن هذه الخطوة مرحب بها انسانياً وصحياً. وبرغم عدم وضوح تفاصيل خطط التطعيم، فإن هناك عدد من التدابير التي على دول الخليج اتخاذها لضمان تمتع العمال الأجانب بقدر متساوٍ، مع المواطنين، من القدرة على الوصول للتطعيم. 

ولم تجعل أي من دول الخليج، التطعيم إلزاميا، وتشير المسوحات إلى أن هناك فئات من السكان لا تريد أخذ التطعيم في هذا الوقت. ويعتبر هذا بالتحديد أمراً مقلقا بالنسبة لعاملات المنازل اللاتي قد يجبرن على العمل في منازل لم يتطعم أصحابها، وممن يرتبط وصولهن للتطعيم بصاحب العمل، الذي يقيّد حرية حركتهن ووصولهن للمعلومات. وبالإضافة إلى التدابير المشار اليها أدناه، من المهم أن تكون العاملات هن المسئولون عن صحتهن، بما في ذلك الحق في ترك بيئات العمل غير الآمنة.  

التسجيل وتحديد الأولوية

إن عملية التسجيل تتم\، تقريبا، بكاملها الكترونياً (أونلاين) من خلال الموقع الالكتروني لوزارة الصحة، أو التطبيق الذي أطلق مؤخراً. وتحدد الأسئلة التي يتم توجيهها خلال التسجيل، أولوية الفرد للحصول على التطعيم، ولذلك فمن المهم أن تكون العملية متاحة بأسرع وقت ممكن. وفي الوقت الحاضر، فإن جميع الاستمارات الإلكترونية متوفرة باللغتين العربية والانجليزية فقط، وكلاهما ليستا اللغة الأساسية التي يتحدثها العمال. وقد لا يتمكن هؤلاء غير القادرين على الوصول لوثائق الإقامة، بمن فيهم العمالة غير النظامية، من التسجيل كما أنهم عرضة للاستثناء. ومن المهم أن يتم ترجمة هذه المنصات إلى لغات العمال وإتاحة التأكد من الهوية بعدة طرق. وتقدم تدابير البحرين بشأن فحص كوفيد 19، حيث تصدر وزارة الصحة بطاقة هوية مؤقتة للعمال غير النظاميين، مثالاً جيداً لأفضل الممارسات التي يجب تبنيها في طرح التطعيمات. 

ومع الاعتراف بأن التسجيل الالكتروني عبر الانترنت ليس متاحاً للجميع، بمن في ذلك أولئك الذين لديهم مستويات متفاوتة في التعليم، فإنه من المهم أن تسمح الدول بالتسجيل الشخصي أيضاً.

يمكن للمقيمين السعوديين التسجيل للحصول على اللقاح من خلال تطبيق صحتي.

استبعدت ردود أفعال دول المنطقة، التقنية وغير التقنية تجاه الجائحة، العمال المهاجرين بشكل متشابه، إما لأنها صممت لفعل ذلك بتعمد، أو دون مراعاة لاحتياجاتهم. والمحتمل إلى درجة كبيرة أن تكون الأنظمة التي صممت لتحديد أولويات اللقاح ستكون أيضا إقصائية. وتعتبر أولويات التطعيم متشابهة في أغلب الدول، وهي حصول الفئات الأكثر عرضة للإصابة، وكبار السن، والعاملين في الصفوف الأمامية على المرحلة الأولى من الجرعات. إلا أنه من الناحية العملية، تبدو الإجراءات أقل سلاسة إلى حد ما، ذلك لأن بعض المواطنين الأصحاء تمت دعوتهم للتطعيم خلال مرحلة إطلاقه الأولى. كما أنه لم يصدر عن المسئولين معلومات تفصيلية حول تحديد العمال الأكثر عرضة للخطر. ومع إعادة فتح الاقتصاد، يواجه العمال المهاجرون مخاطر متزايدة للإصابة في المواصلات وفي محلات البقالة وشركات التنظيف والمحلات التجارية الأخرى، ومع ذلك فليس من الواضح إن كان سيتم اعتبارهم مؤهلين للحصول على جرعات مبكرة من اللقاح. 

وبالإضافة إلى ذلك، فإن القدرة على توفير المعلومات المستخدمة لتحديد الأولويات مرتبطة إلى حد كبير بأوضاع الأفراد الاجتماعية والاقتصادية، كما ذكرت روث فادن، مؤسسة معهد جونز هوبكنز بيرمان للبيوتكس لصحيفة، Wired magazine.  فإن السكان المهاجرين أقل احتمالا أن يكون لهم سجلات لإثبات تاريخهم الطبي ودرجة تحملهم، خصوصاً إذا ما تم تجاهل احتياجاتهم للرعاية الصحية، وهو ما يحدث غالباً للعمال المهاجرين متدنيي الدخل. وعند الحديث عن الإجراءات التي اتخذتها السعودية لتحديد أولوياتها، تشير فادن إلى أن توفير نهجا مختلطاً بين الالكتروني والشخصي أمر مهم لمعالجة التحيزات الموجود أصلا في الأنظمة. 

وتعتبر إمارة عجمان نموذجاً للممارسة الحسنة. فبالشراكة مع وزارة الصحة، تقوم قاعة جمعية المجتمع الهندي بعجمان بتوفير التطعيم بدون موعد سابق (تتصدر الإمارات حاليا المركز الثاني في معدل التطعيم في العالم). وهذا النهج من التعاون مع المؤسسات المجتمعية والسفارات يعتبر مفتاح الوصول إلى أكبر عدد من فئة العمال المهاجرين من السكان.

حواجز الحصول على اللقاح

من المهم أن تعالج السلطات الصحية العوائق التي من المرجح أن يواجهها العمال للحصول على التطعيم، مثل تكاليف المواصلات ومشاكل الخروج أثناء ساعات العمل. ومن المهم ارسال رسائل قوية لأصحاب العمل لضمان إعطاء العمال المهاجرين وقتا مقتطعاً من ساعات العمل للحصول على التطعيم، وأيضا إجازات مرضية لهؤلاء الذين يصابون بأعراض جانبية، دون عقوبة. ومن المهم بشكل خاص ضمان حصول العمال على الجرعة الثانية من التطعيم في الوقت المحدد. 

كما أن توفير التطعيم في مواقع غير مركزية يعتبر أمراً مهماً. فالكويت والبحرين لديهم حاليا وحدات تطعيم متنقلة لغير القادرين على ترك منازلهم، ولابد من استخدام أفكار مشابهة للوصول إلى العمال في المواقع البعيدة. 

الفئات الضعيفة

ويعتبر العمال غير النظاميين، تحديداً، أكثر عرضة للإصابة بالفيروس، جزئيا، بسبب افتقار الكثيرين منهم للرعاية الصحية المنتظمة، لكنه من غير المعروف ما إذا كان بإمكانهم الوصول للتطعيم في أغلب دول الخليج. وبشكل عام، يتطلب التسجيل ويوم الموعد بطاقة هوية وطنية سارية المفعول وبطاقة صحية، والتي هي من غير المحتمل أن تكون في حوزة غير النظاميين. وحتى الآن، فقط الكويت التي أوضحت أن السكان غير النظاميين مؤهلون للحصول على التطعيم. 

من المهم أن يحصل المهاجرون غير النظاميين على التطعيم، وأن يتم طمأنتهم أنه لن يتم القبض عليهم أو معاقبتهم عند التسجيل أو الحضور لموعدهم. فهذا الفصل بين الوصول للخدمة الطبية ومراقبة الهجرة أمر بالغ الأهمية للحفاظ على صحة المهاجرين والجمهور بشكل عام.  

وبالإضافة إلى ذلك، فإن المهاجرين في مراكز التوقيف والسجون هم أكثر عرضة للإصابة ولا بد من إعطائهم الأولوية للتطعيم. ومن الممكن عدم دمج الإجراءات الخاصة بالفئات الأكثر عرضة للإصابة في سياسات الاستجابة الوطنية للتطعيم. 

الموظفون الجدد

بدأت دول الخليج موجة جديدة من التوظيفات في مختلف القطاعات. ويخضع هؤلاء الموظفون الجدد لاختبارات صارمة قبل المغادرة وبعد الوصول. ويجب تضمين هذه المجموعات على الفور في حملات التطعيم، حتى وإن كان إتمام إجراءات التأشيرة وبطاقة الهوية يستغرق نحو ثلاثة شهور. 

مع إعادة فتح دول الخليج للأعمال والسياحة، من المهم أن يُحسب حساب المهاجرين في التخطيط والتنسيق والخدمات اللوجستية لحملات التطعيم. وأصدرت Migrant-Rights.org التوصيات التالية:

  1. التأكد من أن يتم ترجمة جميع إجراءات التسجيل وجميع الرسائل النصية لجميع اللغات الشائعة بين العمال، وأن تتوفر خيارات التسجيل الشخصي؛ 
  2. العمل مع العيادات والشركات المتنقلة للتأكد من حصول العمال الموجودين في أماكن بعيدة على التطعيم دون مشقة؛
  3. العمل مع المجموعات المجتمعية والسفارات لتحفيز التسجيل والمساعدة على نشر الرسائل حول التطعيم؛
  4. لتحديد الأولوية، يجب مراعاة مخاطر التعرض للإصابة التي يواجهها الكثير من العمال المهاجرين في بيئة عملهم؛ 
  5. التأكد من قدرة المهاجرين غير النظاميين على الوصول إلى التطعيم، والتأكد من عدم تعرضهم للعقوبة بسبب وضعهم؛
  6. التواصل مع أصحاب العمل، بمن فيهم أصحاب عمل عاملات المنازل، لضمان حصول العاملات على التطعيم؛
  7. بما أن اللقاح يُعطى على جرعتين، لابد من التأكد من عدم استثناء أي من المهاجرين من الجرعة الثانية؛
  8. توفير بيانات دورية مفصلة عن معدلات التطعيم للمواطنين ولغير المواطنين.

لعاملات المنازل

  1. العمل مع مكاتب التوظيف للتأكد من أن عاملات المنازل على علم ومشمولين بحملات التطعيم؛
  2. الوصول إلى مجالس الآباء في المدارس، وإلى مجموعات الفيس بوك حيث قد تنشط عاملات المنازل، للتأكد من أن توعيتهن بحقهن في الحصول على التطعيم؛
  3. العمل مع سفارات دول الأصل، لتحديد أياماً معينة للتطعيم، للتأكد من تغطية عاملات المنازل؛
  4. يجب توفير منشورات بلغات متعددة في مراكز الصحة الأولية، والرعاية الطارئة، ومراكز طب الأطفال بمعلومات حول الفيروس والتطعيم، حيث أنها أماكن تزورها عاملات المنازل في كثير من الأحيان. 

 

التطعيمات حتى إجمالي

13/1/2021

الوفيات حتى 

13/1/2021

عدد المصابين حتى 

13/1/2021

إجمالي السكان المهاجرين إجمالي السكان*
السعودية  178,337  6,300 364,096 13,100,000  34,210,000
الامارات 1,275,000  717 236,225 8,587,256 9,770,500
عمان 16,000 1,508 130,780 1,706,633 4,471,148
البحرين 101,363 356 95,839 786,300 1,483,800
قطر - 246 146,279 2,022,300 2,684,300
الكويت 12,000 947 155,874 ~2,966,000 ~4,776,000

*بيانات من العام الماضي