فيما تحترق لبنان وفلسطين، جميعاً نحترق
هذه ليست مجرد رسالة تضامن مع الشعب اللبناني.
ولا هي مجرد إدانة للإبادة، كما أنها ليست تحذيراً من النزوح الجماعي، أو النزوح الثانوي الجماعي والتخلي عن العمال المهاجرين.
إنها بيان بشأن انهيار مؤسسة حقوق الإنسان نفسها.
بصفتنا منظمة نعمل منذ نحو 20 عاماً لضمان إدراج المهاجرين في منظومة حقوق الإنسان، نجد أنفسنا، نحن Migrant-Rights.org، عند مفترق طرق. فأحد المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان هو أنها ملك لجميع الناس دون استثناء، ووفقاً للقانون الدولي فإن الحفاظ عليها هو مسئولية الدول. إلا أن قانون حقوق الإنسان دائما يطبق بشكل غير عادل. ونحن نسعى لتحميل جميع الدول نفس القدر من المسئولية للتأكد من أن تكون هذه الحقوق عالمية حقاً.
ومع ذلك، فإن النتائج المروعة لسنوات من الاستثناء أصبحت واضحة الآن، وذلك مع استمرار تزويد إسرائيل بالأسلحة، والتغطية الديبلوماسية على أفعالها من قبل أمريكا، وبريطانيا، والدول الأوروبية – وهم الممولون الرئيسيون والمناصرون لمشاريع المهاجرين وحقوق الإنسان اقليمياً وعالمياً.
نحن لسنا غاضبون بجرائم الحرب، وانتهاكات القانون الدولي التي تتبجح إسرائيل، بوقاحة، بارتكابها فحسب، وإنما مصدومون من موقف أعضاء المجتمع الدولي الذين مكّنوا لإبادة السعب الفلسطيني لعقود، وهم الآن متواطئون لتوسعتها لتطال لبنان وما جاورها في المنطقة.
ونحن نشعر بالعار من صمت وتواطؤ الدول العربية التي لا تقمع التضامن مع هذه القضية فحسب، وإنما تسمح باستخدام أراضيها لارتكاب هذه الجرائم.
ونعرف ما سيتبع ذلك: سيتكرر الأمر نفسه، بأن تتدفق الأموال لحبس اللاجئين في المنطقة، بعيداً عن بعيداً عن الشواطئ الأوروبية والأمريكية، فيما تتواصل المشاريع الاستعمارية الجديدة في توسعها دون عقاب.
نحن نحث المجتمع الدولي على التمسك بمبادئ حقوق الإنسان بدون أية استثناءات لإنهاء هذا العنف، وإنهاء الاحتلال، وضمان مسائلة مرتكبي الإبادة الجماعية ومن عاونهم في ذلك.