نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية تقريراً عن حريق وقع في مستودع استخدم بشكل غير قانوني سكناً لعمال مهاجرين في منطقة المصفح الصناعية في أبوظبي الأسبوع الماضي حيث أسفر الحريق عن مقتل 10 عمال على الأقل. وذكر التقرير المنشور أن الحريق بدأ في ورشة لإصلاح السيارات، مما أدى إلى انتشاره بسرعة هائلة وتسبب بمقتل العمال حتى قبل وصول رجال الإطفاء إلى موقع الحريق.
وبعد ذلك بعدة أيام فقط، نشرت البوابة نيوز خبراً عن اندلاع حريق في الدمام بالمملكة العربية السعودية أودى بحياة خمسة عمال مهاجرين كانوا نائمين في مصنع ناصر للأثاث حيث يعملون. أربعة منهم من الجنسية البنغلاديشية.
وقال الملحق العمالي في السفارة البنغلاديشية أن جثث العمال احترقت بالكامل مما يصعب تحديد هويات أصحابها.
ومن جانب آخر، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أن حريقاً اندلع الأسبوع الماضي في برج الشعلة، وهو برج سكني فخم يتكون من 80 طابق في دبي، ولم تسفر عن الحريق أي حالة وفاة وذلك بفضل الاخلاء السريع للمبنى.
الحريقان هنا يسلطان الضوء على الفروقات الصارخة بين العمالة المهاجرة والعمالة الوافدة الثرية والسكان المحليين، حيث ذكر الكاتب هيرالد ميرفي من صحيفة سيدني مورنينغ الأسبوع الماضي:
إنها نافذة أخرى من عوالم موازية لملايين العمال الوافدين في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج الأخرى. العالم الأول ما هو إلا تمويه للامتيازات الموجودة كمراكز التسوق، ورواتب معفاة من الضرائب، والمساعدات المحلية العديدة والتي لا نراها كثيراً في الدول الغربية. أما في الجانب الآخر من هذا العالم، نجد مخيمات العمالة الوافدة كمنطقة المصفح الصناعية، حيث الغالبية العظمى من العمال الجنوب آسيويين يعملون على أمل تحقيق ما يكفي من المال لدعم أسرهم في أوطانهم... ولكي نكون منصفين، مثل هذه العوالم المتناقضة، ليست مقتصرة على دول الخليج، بل أننا نجدها متكررة في دول أخرى لا سيما في القوى الاقتصادية الناشئة مثل الهند والصين. ولكن لا يوجد مكان آخر يعتمد اعتماداً كلياً على العمالة الأجنبية منخفضة التكلفة، كدول الخليج، حيث تقوم هذه الدول بتوريد العمال من الهند وباكستان وبنغلاديش وغيرها.
الحرائق في مساكن للعمال المهاجرين في الخليج تأتي مشاهد متكررة ففي يناير 2013 توفي 15 شخصا على الأقل في حريق في البحرين، وهي الحادثة الأحدث في سلسلة من الأحداث المماثلة في دول الخليج، كما أفاد موقعنا مسبقاً.