مزاعم عمالية حول حدوث انتهاكات وافتقار للعدالة في حق عمال كأس العالم في قطر
تقارير لـ«العفو الدولية» و مركز موارد حقوق الإنسان والأعمال توثّق لانتهاكات جسيمة تعرّض لها العمال المهاجرون ذات علاقة بـ «الفيفا 2022»
بعد مرور 6 أشهر على انتهاء بطولة كأس العالم 2022 في قطر، يقول مئات العمال الذين عملوا بجد لإنجاحها، إنهم تعرضوا لانتهاكات عمالية كبيرة، بما في ذلك سرقة الأجور، وساعات العمل الطويلة ودفعهم لرسوم توظيف باهظة، وفقا لتقريرين حديثين.
ووثّق كل من «العفو الدولية» ومركز موارد حقوق الإنسان والأعمال (BHRRC)، في تقريرين منفصلين، معاناة العمال القادمين من النيبال، وكينيا، وغانا، وبنغلاديش، والهند، وباكستان، وأوغندا.
وركز تقرير «العفو الدولية» على شهادات العمال الذين عملوا لدى «خدمات تيسير للأمن» بعقود قصيرة الأجل خلال فترة بطولة كأس العالم. وتم توظيف العمال، الذين دفعوا رسوماً باهظة للحصول على هذه الوظائف، كحراس أمن في مواقع متعددة، بما في ذلك استاد خليفة الدولي، وأماكن مشجعي الفيفا، والكورنيش، وفي داخل وخارج محطة المترو في سوق واقف بالدوحة.
وخلص التقرير الذي حدد نمطاً قائماً من الانتهاك، إلى أن «العنصرين الرئيسيين اللذين يعرفان على المستوى العالمي بأنهما عمل جبري – العمل غير التطوعي، والتهديد بالعقوبة – كانا واضحين في أعمال 6 من الشركات. ويدل وجود هذين العنصرين الواضح على نطاق واسع، على أن قطر فشلت في تلبية اتفاقية منظمة العمل الدولية المتعلقة بالعمل الجبري لـ«مكافحة» العمل الجبري بجميع أشكاله في أقرب وقت ممكن، و«ضمان تطبيق العقوبات الجنائية بصرامة على أولئك الذين يفرضون العمل الجبري».
وإلى جانب الظروف المعيشية السيئة، فقد تحدث العمال عن الأجور التمييزية.
كما وجد تقرير مركز موارد حقوق الإنسان والأعمال أن العمال قد دفعوا رسوما غير قانونية للتوظيف مما ورطهم في عبودية الدين، وأن «العمال الذين تمت مقابلتهم تعرضوا للاستغلال خلال البطولة، بما في ذلك 20 عاملا تم توظيفهم من قبل مقاولين رسميين لبطولة كأس العالم، و4 عمال لدى مقاولين فرعيين، و16 عامل تم التعاقد معهم بالباطن من قبل شركات متعددة الجنسيات».
وفيما يلي، أهم ما خلص إليه التقرير:
- فشل الشركات في تمكين العمال من الوصول لآليات النصاف والتظلم بشفافية.
- ممارسات التوظيف غير الأخلاقية.
- حالات انتهاك لشروط العمل.
- المعاناة في تغيير الوظيفة، برغم الإصلاحات التي تسمح بالحركة بين الأعمال.
في مايو، ذكرت تقارير لصحفية الجارديان أيضا عن حالات استغناء بشكل غير عادل عن حراس أمن، تم توظيفهم لدى «شركة ستارك للأمن Stark Security » بعد انتهاء بطولة كأس العالم، وقال بعضهم أنه تم احتجازهم وترحيلهم بسبب مطالبتهم لأجورهم.
وفيات العمال
وُضعت قطر تحت المراقبة منذ أكثر من عقد من الزمان، منذ فوزها باستضافة كأس العالم. وخلال العقد الماضي، قامت ببعض الإصلاحات العمالية – جزئيا كاستجابة لانتقادات والضغوطات الدولية- إلا أن التنفيذ لايزال ضعيفاً. وتركّز أحد الانتقادات الرئـيسية التي ذكرها المدافعون عن العمال والمهاجرين حول وفيات العمال المهاجرين. وفي حين كانت وسائل الاعلام والمنظمات الدولية، وعلى مدى سنوات، تنشر بيانات مبالغ فيها وتفسرها بشكل سيء، والتي كانت قطر تنفيها بدون تقديم إحصاءاتها بشفافية، اعترف مسئول قطري رسميا، في ديسمبر2022، بحجم المشكلة. وكشف الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، حسن الذوادي عن أن حجم الوفيات خلال فترة تنفيذ المشاريع المرتبطة بكأس العالم تراوح «مابين 400 و500 ». وحتى ذلك الحين كانت قطر إما أن تتجاهل النقد فيما يتعلق بصحة العمال، بما فيها الوفيات، أو تختار التركيز على عدم دقة البيانات.
وخلال فترة كأس العالم، توفي اثنان من العمال في موقع الفعاليات. فتوفي عامل فلبيني في حادث تعرض له أثناء تأديته عمله في منتجع سي لاين (Sealine Resort)، حيث كان يتدرب الفريق السعودي. فيما توفي العامل الكيني، نيجو كيبو ذو الـ 24 عاما في استاد الوسيل.
ولم تصدر قطر أي تقرير عن هذه الحالات، فيما كانت التعليقات الصادرة عن المسئولين قاسية. ورفض الرئيس التنفيذي لقطر 2022، ناصر الخاطر، الأسئلة المتعلقة بالوفيات، قائلا إن «الموت هو جزء من الحياة»، مضيفاً «... لدينا بطولة ناجحة، وهذا ما تود الحديث عنه الآن؟ مات عامل، تعازينا لعائلته، ولكنه من الغريب أن هذا شيء تريد التركيز عليه كأول سؤال تستفسر عنه».