برغم أن الأوضاع المعيشية السيئة للعمالة المهاجرة في المناطق الحضرية في الكويت معروفة وبشكل واضح، إلا أنه لم يتخذ أي إجراء فعّال لتحسين هذه الظروف. وقد أدى اكتظاظ أماكن إقامة هؤلاء العمال وافتقارها للنظافة إلى سرعة انتقال كوفيد 19 بالعدوى المجتمعية بين العمال المهاجرين مما ضعف الجهود التي تبذلها السلطات من أجل احتواء انتشار المرض.
ويلزم قانون العمل الكويتي أصحاب العمل بتوفير سكن لإقامة العمال أو إعطائهم مخصصات لتغطية تكاليف السكن، إلا أن الكثير من الشركات تتغافل عن هذه المسئولية. الامر الذي يضطر العمال للجوء إلى أرخص أماكن الإقامة في المناطق الفقيرة والمزدحمة. وغالباً ما تكون هذه المناطق هي أيضا التي يتجه للسكن فيها العمال غير النظاميين وعمال الـ “الفري فيزا".
وقال مجيب عبدالرحمن، وهو عامل من بنغلاديش يسكن في منطقة الحساوية، لمحامي محلّي: “برغم من أنني وُعدت بالإقامة إلا أنني لم أحصل سوى على 20 دينار كويتي (64 دولار أميركي) كعلاوة للسكن. كما أنني مجبر على مشاركة الغرفة التي أسكن فيها مع 9 آخرين، وجميعنا نستخدم دورة مياه واحدة."
وكما يوضح الرسم البياني، فقد ارتفع عدد الحالات التي انتقلت لها العدوى بالاتصال المباشر، إلى جانب تزايد حالات الإصابة، بين العمالة المهاجرة. فمن بين 556 حالة مؤكدة في الكويت يوجد 225 من الجالية الهندية.
وكانت أول حالة وفاة سجّلت من الجالية الهندية في 4 أبريل. ويعيش في المبنى نفسه الذي كان يسكنه المتوفي، في منطقة كبد، نحو 900 شخص وقد تم عزلهم جميعاً. وذكرت مصادر أن هؤلاء العمال هم من منخفضي الدخل وبعضهم يعمل في خدمات التوصيل.
ويشار هنا، إلى أنه من المستحيل على الكثير من العمال الوافدين الالتزام بالإرشادات التي تقدمها منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية المحلية، وذلك لأن مساكنهم العمالية مكتظة إلى الدرجة التي لا يمكنهم المحافظة على مسافة التباعد الاجتماعي، كما أنهم غالباً ما يفتقرون لوجود الكمية الكافية من الصابون، والماء والمعقمات لتطهير أيديهم دائما. ويلقى الفيديو، في الأسفل، الضوء على واقع كثير من العمال من ذوي الدخول المنخفضة. هؤلاء يعيش 12 منهم في غرفة واحدة في مبنى آيل للسقوط، وقد تم تجاهلهم من قبل كفيلهم، كما أنهم فقدوا دخولهم ولم يعد لديهم من المال حتى ما يكفي لشراء الطعام.
ويزيد احتمال انتقال الفيروس بالعدوى المجتمعية بين أعداد كبيرة من العمال المهاجرين الذين يعيشون بأعداد كبيرة في مناطق مزدحمة، مثل جليب شيوخ، والحساوية. كما أن الأوضاع المعيشية التي تفتقر للنظافة والمكتظة، والتي تمثل واقع هؤلاء العمال لزمن طويل، تمثل تحدياً جدياً أمام جهود احتواء تفشي الفيروس. إلا أن اتباع السياسات التمييزية و إظهار الكراهية سوف لن يساعد، أيضاً، في مكافحة انتشار الفيروس.
وعلينا أن نسأل أنفسنا، ككويتيين، "هل كنا بحاجة لهذا الوباء كي يفتح أعيننا لنرى الأوضاع المزرية التي يعيشها العمال المهاجرون، وأن نتخذ إجراء ضد الشركات التي أسهمت في أصلاً في خلق هذه الأوضاع."