يشير تقرير جديد صادر عن منظمة الصحة العالمية أن التعرض للحر يقتل بالفعل الناس في دول مثل الكويت، حيث تصل درجة الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة، وأن العمال المهاجرين هم الأكثر عرضة للضرر بشكل خاص بسبب درجات الحرارة القصوى.
ويختبر تقرير أعده كل من براك الأحمد، باحث الدكتوراه في جامعة هارفارد، وماري أيه. فوكس من جامعة جون هوبكنز بلومبيرغ للصحة العامة، كيف أدت درجات الحرارة القصوى خلال العقد الماضي إلى تفاقم الوفيات وحددت السكان الأكثر عرضة للضرر في الدول الحارة مثل الكويت.
وذكر الأحمد: "إن العمال المهاجرين غالباً ما يكونون خارج السياسات الحمائية العامة، فهم يعملون في وظائف خطرة في ظروف عمل ومعيشة غير آمنة في الوقت الذي عليهم أن يعانون من العوائق الثقافية واللغوية. ومن المرجح أنهم يعملون في الوظائف الأكثر تطلباً وبالتالي فهم أكثر عرضة للحرارة من العمل في الخارج."
وفيما يتعلق بالتأثيرات الصحية، وجد الباحثون مخاطر مضاعفة وأحيانا ثلاثة أضعاف تلك المتعلقة بالوفاة في أيام الحر القائظ، ويعتبر الأشخاص المصابون بأمراض القلب أكثر عرضة لمخاطر الوفاة. وأوضح التقرير:" وجدت أسوأ النتائج عندما تم فحص العمال المهاجرين، بعناية، لمعرفة تأثيرات الحرارة العالية في الكويت. واتضح أن الذكور من غير الكويتيين الذين يشكلون الغالبية العظمى من العمال الخارجيين كانوا متضررين بشكل غير متناسب مع الآخرين، بدرجات الحرارة العالية، كما أنهم معرضون لخطر الوفاة بشكل مضاعف ثلاث مرات خلال الحر الشديد مقارنة بدرجات الحرارة المثلى."
وحذر الباحثون من اتساع الفجوة الصحية بين الكويتيين وغير الكويتيين في ظل التغيير المناخي المتوقع أن يشهد موجات حرارية أكثر كثافة على مدى العقود المقبلة. وذكر التقرير:"أن ظاهرة الدفيئة التي يشهدها كوكبنا غير موزعة بشكل متساو. فبعض المناطق الحارة أصلا بطبيعتها مثل الكويت والخليج سوف تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة لم تعرفها من قبل. ويتوجب أن تستجيب التدخلات وسياسات الصحة العامة لمتطلبات فئات السكان الفرعية الأكثر عرضة للتضرر من الحرارة في المنطقة."
ومن الممكن قراءة التقرير بالكامل هنا.
سياسات سيئة
دول الخليج لا توفر الحماية الكافية للعمال من أضرار الإجهاد الحراري. وكما ذكر في السابق فإن قرارات حظر العمل خلال فترات الظهيرة تعسفية ومصممة بشكل سيئ. وسجّل عدد من دول الخليج مستويات قياسية في درجات الحرارة خلال هذا الصيف. وبلغت درجة الحرارة في الإمارات 51.8 درجة مئوية قبل بدء تطبيق حظر العمل الصيفي. وفي البحرين، حيث تطبق أقصر مدة حظر للعمل الصيفي في الخليج تمتد من يوليو إلى أغسطس، سجّلت أعلى درجة يشهدها شهر مايو لأكثر من قرن. وارتفعت درجات الحرارة إلى مستويات قياسية مما دعا سلطات الدفاع المدني لتكثيف حملات التوعية للتأكد من أخذ المقيمين تدابير السلامة ضد مخاطر الحريق والحرارة. ومع ذلك فقد واصل العمال المهاجرون العمل في الخارج في ذروة الحر في فترة ما بعد الظهر.