وقعت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية مؤخرا اتفاقيات عمالية للتوظيف في القطاعين، الخاص وقطاع عاملات منازل، من سيراليون وتايلند. وقدّر اتحاد الغرف السعودية أن يتم توظيف نحو 200,000 عاملة من تايلند سنوياً في البلد. 

وبحسب وكالة الأنباء السعودية وصحيفة عكاظ، فإن الاتفاقيتين تهدفان إلى وضع إطار لجميع الإجراءات اللازمة لـ “التوظيف الفعال" للعمالة القادمة من تايلند وسيراليون للعمل في السعودية، بما في ذلك حماية حقوق كل من العمال وأصحاب العمل، وتنظيم العلاقة التعاقدية بين الطرفين، وإنشاء آلية لمتابعة الاتفاقيات والتطبيق المشترك. 

كما أقرّ مجلس الشورى مؤخرا اتفاقية مشابهة مع بوروندي بشأن توظيف عمال المنازل، والتي تم التوقيع عليها من قبل البلدين في أكتوبر الماضي. 

يذكر أنه تم توقيع اتفاقيات مشابهة بين السعودية وعدد من دول الأصل في السابق، لكنها لم تنجح في حماية حقوق عمال هذه الدول. إلا أن هذه الاتفاقيات الجديدة تمت الموافقة عليها في أعقاب الارتفاع الحاد في تكلفة توظيف عاملات منازل ، والسبب في ذلك يعود بشكل كبير لوقف التوظيف من الفلبين وإندونيسيا، بالإضافة إلى تباطيء التوظيف من كينيا وأوغندة. 

في نوفمبر 2021، حظر السكرتير العمالي الفلبيني، سيلفستر بيلو استقدام عمالة المنزل من أجل الضغط على الحكومة السعودية لتوفير حماية أكبر للعمال الفلبينيين في المملكة. كما فرضت وزارة الخارجية الكينية، العام الماضي، حظراً مؤقتاً على توظيف عاملات المنازل، مرجعة ذلك للتدهور الكبير في ظروف العمل والوفيات المشبوهة لعاملات منازل كينيات في المملكة.  

وكانت السعودية قد استثنت، بشكل صريح، عمالة المنازل  البالغ عددها 3,26 مليون شخص، من إصلاحات العمل والهجرة. ويتم تنظيم قطاع العمالة المنزلية بمرسوم مفصل، ويعتبرون من بين الفئات التي تحصل على أقل حماية في البلد. 

وبدلا من العمل مع دول الأصل التي فرضت حظراً، لمعالجة ثغرات الحماية، تقود السعودية سباقاً إلى القاع بتوقيع اتفاقيات لتلبية الطلب على عاملات منازل لمواجهة شح العرض. 

وفي حين يهدف نظام "مساند" إلى تسهيل توظيف عاملات منازل ، وإلى زيادة درجة الشفافية في سلسلة التوظيف، إلا أن ذلك لا يشمل آلية لمسائلة أصحاب العمل المسيئين أو المخالفين لعقود العمل. ويتوجب على الحكومة السعودية حماية حقوق عاملات المنازل، وأن تقوم بتنظيم   ظروف عملهم بشكل مناسب ومد مظلة قانون العمل لتشملهم بالحماية القانونية.