استهانت قناة فنون الفضائية الكويتية بالعمالة الأجنبية، إذ تقمص رجل كويتي في مقطع الڤيديو أعلاه، والذي كان حديثه ولباسه نمطيًا لأبعد الحدود، دور عاملة منزلية، ساردًا "واقعة" تهربه من رب العمل بعد كسر وعاء، خوفًا من أن يعنّفه أو يعاقبه بما هو أسوء من ذلك. وأُضيف مقطع ضاحك لهذه التمثيلية، لأن الجمهور الفعلي في الستوديو لم يجد المادة مضحكة على الإطلاق.
وفي الماضي، سلطنا الضوء على العديد من الرسوم الكاريكاتورية التي استهانت بظروف العمالة الأجنبية، وهي مثلها مثل وسائل الإعلام التي قللت من شأن معاناة العمال. ولكن هذه المقاطع الساخرة تمثل مستوى جديدًا تمامًا من السادية، وخصوصًا في بلد تتكرر فيه الإساءات ضد العمالة الأجنبية، والتي تُنشر يوميًا على الصحف الكويتية. وفي نفس الأسبوع الذي أذيع فيه هذا البرنامج، انتحر عامل هندي في منزل رب عمله. ولطالما كانت إساءات أرباب العمل واستغلالهم هي العامل الأساسي في انتحار العمال.
وقبل ذلك بأسبوع واحد، قُتل عامل وأصيب آخر بينما كانا يحاولان التهرب من منزل الكفيل. وقبل ذلك بشهر، ألقي القبض على كفيل بعد أن عذّب عاملة لمدة أربع سنوات. وهو نفس الشهر الذي تم فيه التخلي عن عاملة مريضة في المستشفى من قِبل أرباب عملها، بعد أن رفضوا حتى الإدلاء ببياناتها الشخصية وأبقوا على جواز سفرها، كما لو كانوا يرغبون في منعها من العودة إلى ديارها حتى عند شفائها.. ولكن للأسف، توفيت العاملة بعد ذلك. ولقراءة المزيد عن حالات التعذيب والإساءات، أنقر هنا وهنا.
ولا يمكن لكتّاب أو صناع هذا العمل "الكوميدي" أن يدّعوا جهلهم بحقيقة الأمر الذي يسخرون منه. فهم، وجمهورهم الذي يرى الفكاهة في هذه المادة، على دراية كاملة بالنظام الكويتي العمالي المسيء، والذي يجرد العمال من إنسانيتهم.
من فضلك، اتصل بهذه القناة وطالبها بالاعتذار عن هذا العرض السمج، وأرسل شكواك عبر فيس بوك، أو تويتر، أو هذا النموذج.