يستعد طلاب ومعلمو كلية جامعة لندن لحملة ضد الأوضاع السيئة للعمالة المهاجرة في فرع جامعتهم في المدينة التعليمية – قطر.
وحسب تقرير اتحاد العمال الدولي الصادر في أغسطس الماضي، تأتي جامعة لندن بين الأسماء الخمس الأولى لجامعات تتعرض فيها العمالة المهاجرة لأنواع الاستغلال. ويشير التقرير إلى أن العمال فرضت عليهم تكاليف غير قانونية مقابل الحصول على وظائفهم في التنظيف وتجهيزات الطعام وإدارة المكاتب، مع تخفيض أجورهم المتفق عليها بعد وصولهم إلى قطر.
وعبرت إحدى الطالبات عن استيائها مما يحصل قائلة: “أسست هذه الجامعة في القرن التاسع عشر بهدف تعليم الأقليات العرقية والدينية ممن قامت جامعات أكسفورد وكمبريدج بإقصائهم لأسباب عنصرية. والآن لدينا فرع في قطر حيث يتم اضطهاد الأقليات. أمر مشين."
وتقع جامعة كلية لندن في المدينة التعليمية في الدوحة حيث تشغل الطابق الثاني من جامعة جورج تاون للعلاقات الدولية في قطر.
سبق وأن اجتمع اتحاد الطلبة واتحاد أساتذة الجامعة قبل أسابيع بحضور وكيل وزارة الطفل آليسون ماكجفرن وممثل اتحاد العمال الدولي ستيفن راسل وممثل اتحاد الطلبة البريطاني شيريا بادل. ماكجفرن، وهي من خريجي الجامعة، دعت الإدارة لاستغلال تأثيرهم الدولي للمطالبة بالشفافية فيما يخص وضع العمالة المهاجرة في المدينة التعليمية في الدوحة.
وكانت ماكجفرن قد أرسلت خطاباً لأحد أعضاء مجلس أمناء الجامعة معبرة عن قلقها حول وضع العمال في مقر الجامعة في الدوحة.
كخطوة أولى تستطيع الجامعة ايقاف التعاقد مع مقاولين المسؤولين عن عمليات استقدام العمال وبالتالي سيكون من الممكن أن تشرف الجامعة على وضع العمالة في مقرها بشكل مباشر. وتعمل ماكجفرن مع عضو البرلمان جيم مرفي على حملة عن أوضاع العمالة المهاجرة في عمليات البناء التجهيزية لكأس العالم ٢٠٢٢ في قطر.
“هنالك سببان خلف الحملة. نحن محبين لكرة القدم ويزعجنا أن تنخرط هذه الرياضة في انتهاكات انسانية ضد هؤلاء العمال. هذه الانتهاكات تهدد نوع العمل الدولي الذي تقوم المملكة المتحدة به. الكثير في الدول النامية يتأثرون بأوضاع الهجرة في الخليج. الهجرة الغير آمنة والاستغلالية لا تضر أفراداً فقط بل تؤثر على الجماعات أيضاً وتمنع حدوث تطور اقتصادي.”
إحدى الاشكاليات التي اتفق عليها المتحدثون تقع في تسليم شركات مقاولة مهمة استقدام المهاجرين.
وصرحت شيريا بادل أن الحكومة القطرية حساسة تجاه ما يحدث في لندن، مؤكدة: “التظاهر له تأثير لذا علينا العمل بشكل جمعي للضغط عليهم من أجل ايقاف الانتهاكات الحاصلة.”
وكانت السلطات القطرية قد اعتقلت الناشطة كرشنا ابادهيايا في سبتمبر الماضي لتحقيقها فيما يحصل للعمال المهاجرين داخل المنشآت. لكن الانتقادات الدولية والمظاهرة أمام السفارة القطرية والتغطية الاعلامية من البي بي سي والغارديان ساهمت في الضغط على السلطات القطرية لاطلاق سراحها، حسب تصريح بادل.
وتأتي جامعة كلية لندن بين ٨ جامعات لها مقرات في المدينة التعليمية في الدوحة التي أنشأتها مؤسسة قطر. القائمة تشمل كلية جامعة جورج تاون للعلاقات الدولية وجامعة كارنيغي ميلون وHEC باريس.
رغم ذلك، لا يبدو أن إدارة الجامعة صادقة في تغيير أوضاع هؤلاء المهاجرين كما يتضح من بيانهم الصادر في سبتمبر الماضي والذي يصف الانتقادات المتعلقة بظروف العمل في مقر الجامعة في الدوحة بأنها "غير منصفة وغير صادقة.”