لقد وصلت إلى المقالات الرئيسية

المفقودون الهنود: عقود من القصص الواردة من الخليج العربي

في 13 يناير 2016

تم الإبلاغ عن اختفاء سيفاسانكاران بيلاي في المملكة العربية السعودية في عام 1979، وحتى اليوم لا تملك عائلته المقيمة في كيرالا أثراً يدل على مكان وجوده. واحتُسبت راداما راجابان في عداد المفقودين في قطر منذ عام 1988، ولا أحد يعرف مكان وجودها حتى الآن.

وليست هاتان الحالتان إلا غيض من فيض القصص المتداولة طيلة عقود من الزمن، التي يسلط الضوء عليها، ضمن مئات من القصص المماثلة، البرنامج التلفزيوني الذي يحظى بشعبية واسعة برافاسالوكام (أي عالم المهاجرين) المقدَّم باللغة المالايلامية، المتداولة في ولاية كيرالا، والذي تمكّن خلال 15 عاماً من تقفي أثر 900 إنسان مفقود في دول مجلس التعاون الخليجي وتحديد أماكن تواجدهم. ومعظمهم لديهم عائلات مستقرة في كيرالا.

Rafeek Ravuther, director of CIMS and producer of Pravasalokam

Rafeek Ravuther, director of CIMS and producer of Pravasalokam

ومع ذلك، يعتبر مخرج البرنامج رفيق رافوذر (Rafeek Ravuther) أن هذا النجاح غير كافٍ، فهي بالنسبة له "900 حالة فقط من أصل 2000 حالة بَلغتنا. وما زال هناك كثير من المفقودين، ويصعب علينا ألا نملك جواباً واضحاً نقدمه لعائلاتهم".

لقد تم التعرض لقصص الناس المفقودين في عدد من الأفلام والكتب المنتشرة على نطاق واسع بما فيها كتاب أيام الماعز "Goat Days" الذي نشر عنه موقع "Migrant-Rights". أما رفيق فقد حفزته سلسلة من التجارب الشخصية مع عدد من رفاقه ودفعتهم لإنتاج برنامجهم:

"يرتبط العديد منا في كيرالا بصلة مباشرة أو غير مباشرة بالمهاجرين إلى دول الخليج. فمثلاً، أحد أعمامي تقطعت به السبل في بومبي (مومباي اليوم) لفترة طويلة من الزمن منتظراً حصوله على تأشيرة سفر إلى الخليج بينما كانت جدتي في كوتشين تنتظر عودته لتناول العشاء معها كل مساء".

ومثل عمه هناك كثير ممن ابتلعتهم دوامات الانتظار وخيبات الأمل. إنما دائماً كانت المحفزات والدوافع أقوى من جميع المصاعب والمحن. ويضيف رفيق:

"أحد أبناء عمومتي كان مهندساً مدنياً، انتحر بعد يومين من التحاقه بالعمل في مسقط. وابن عمي الآخر الذي كان يعمل في مجمع أعلاف المواشي في إمارة عجمان اختفى لمدة أربعة أشهر ولم نتمكن من معرفة مكانه رغم أن أخي كان موظفاً في صحيفة "Gulf Today daily". كنت أدرك أن هناك مئات من الحالات المماثلة في أماكن أخرى، وأثناء حدوث هذه الوقائع كنت ببدايات انضمامي لطاقم تلفزيون كيرالي في تموز/2000، وطلب مني مدير قسم البرامج إعداد برنامج خاص بالمهاجرين".

يُذكر أن الغالبية العظمى من المهاجرين الذين يُفقدون ينتمون لفئة الياقات الزرقاء والعمال المنزليين "ونكتشف أن معظمهم يعيشون في ظروف إقامة جبرية في المنازل، ولا تتوفر لديهم وسيلة اتصال بأحد في أوطانهم. إضافة إلى أن بعضهم يهرب من كفيله فيدخل جراء ذلك في حالة من البطالة وانعدام الدخل، مما يجعله متردداً كارهاً التواصل مع عائلته. وبعض أقل ينتقل إلى بلد آخر أو يدمن الكحول أو يقيم علاقة خارج إطار الزوجية، ويفضِّل الابتعاد عن التواصل. 

Screen Shot 2015-11-16 at 13.44.55

 

Screen Shot 2015-11-16 at 13.45.43

ولادة مركز CIMS

وفقاً للأرقام الصادرة عن وزارة الخارجية الهندية، يعيش في دول مجلس التعاون الخليجي 5.687.032 هندي، يشكلون أكبر جالية من العمال المهاجرين في عموم المنطقة. كما تحتل كيرالا المركز الأول تقليدياً من بين الولايات الهندية المصدرة للعمالة.

يقتحم برنامج عالم المهاجرين الشتات الهندي الواسع مستعيناً بشبكة من الصحفيين والعاملين الاجتماعيين وحتى المشاهدين أنفسهم للتقصي وتعقُّب آثار الأشخاص المفقودين. فتمكّن خلال سنوات عرضه من الوصول إلى ما هو أبعد من مجرد الإخبار عن المفقودين عبر الشاشة، إذ يقول رفيق أنه "بمساعدة محبي الأعمال الخيرية يسدد البرنامج نفقات تعليم العديد من أبناء المفقودين بمن فيهم أبناء عامل منزلي تبين لاحقاً أنه توفي في إحدى دول الخليج منذ سنوات".

لقد أدرك طاقم العمل أن المهمة لا تنتهي بمجرد إيجاد شخص مفقود، أو بإبلاغ أسرة ما بوفاة معيلها. وشعروا بالحاجة الملحة لاستجلاب الدعم المالي لأهل اليتامى وتقديم الدعم لتعليم الأطفال ومساعدة أولئك المهملين في بلاد الغربة، إلى جانب القيام بحملة توعية للمهاجرين وعائلاتهم أملاً بمنع الوصول إلى مثل تلك الحالات التي يتعامل معها البرنامج.

وانطلاقاً من ضرورة تلبية هذه الحاجات انبثق مركز دراسات المهاجرين الهنود (CIMS) بإدارة رفيق رافوذر، ويأمل المركز أن يتمكن من تقديم خدمات جدية للمهاجرين الواقعين في محنة أو عوَز، بما في ذلك الدعم المالي وحملات التوعية. كما يحتوي موقع المركز الالكتروني على لائحة بأسماء العمال المهاجرين المفقودين.

ومن جهته، يتمنى موقعنا "Migrant-Rights.org" من مواطني دول الخليج والمقيمين فيها الاطلاع على اللائحة، لعل بالإمكان تقديم المساعدة في التقصي عن مزيد من الناس المفقودين.