لقد وصلت إلى المقالات الرئيسية

مغادرة عاملين من السعودية تفتح حوارا بين المغردين حول العلاقات الإنسانية

في 22 أبريل 2018

لم تتمالك عائلة سعودية نفسها مع قرار زوجين أندونيسيين عملا لديها مدّة ثمانية وعشرين عاماً بالعودة النهائيّة إلى بلادهما، فأجهشت بالبكاء. أظهر فيديو نشرته العائلة المقيمة في مدينة جدّة السّاحلية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أفرادها وهم يعانقون العاملة في لحظات الوداع الأخيرة  بينما ضجّ المكان بصوْت البكاء.

كما نشرت أيضاً صوراً للزّوجين الأندونيسيين أظهرت حجم التأثّر البالغ على وجهيْهما لفراق العائلة بعد ثلاثة عقود من العمل؛ بينما راحت العاملة تداري الدّموع من وجهها مستخدمة كفّها.

1

وأرفقت "جود"، إحدى أفراد العائلة صورة للزوجين على حسابها، قائلة "شغالتنا وزوجها أكثر من 28 سنة عندنا واليوم سافروا نهائياً، كانت منا وفينا ربتني أنا وإخواني". وأضافت "تعرف كل شيء (عنا) ايش (ماذا) نحب ايش (ماذا) نكره واليوم راحت".

3

وواصلت في السياق نفسه "أقسم بالله تقول كأنوا (كأننا) فقدنا أحداً من أهلنا، العيله (العائلة) كلها انهارت بكا (من البكاء)"، على حد تعبيرها.

وفتحت الصّور مع الفيديو نقاشاً مع ناشرة القصّة حول العاملة الأجنبيّة وعلاقة أفراد الأسرة بالعاملين المنزليين حيث نالت ما يزيد على ألف تعليق. وتصدّت إحدى أفراد العائلة، اسمها "رناد"، لبعض التّعليقات التي حملت جانباً تهكمّياً ساخراً لا يخلو من شبهة عنصريّة حول دور المربّية الأجنبية.

وردّت قائلة "غريبة بعض التعليقات، 28 سنة إنسان أكبر منك وبمثابة الأم في إدارة أمور المنزل، طبيعي بتكون (يكون) لها توجيهات على الصغار وبتسمع (تسمع) سواليفهم (سوالفهم)"، مضيفة "إذا معلمات درسونا كم سنة اعتبرناهم أمهات، ونحبهم، كيف لو (بالنسبة إلى) وحدة أنام وأصحو بوجهي وتساعد، يكفي أنها عاونت أمي 28 سنة".

وحفّزت الحادثة سعوديين آخرين لكي ينشروا قصصهم الإيجابيّة مع عامليهم. فقد نشر "ولي مختار" صورته مع سائق عائلته المنزلي قائلاً إنه يفهم هذه المشاعر. "سواقنا كان معانه (معنا) من أول ما أنا ولدت إلى الآن، كان يشيلني وأنا صغير، أعاملُه زي (مثل) أبوي (أبي) وكان يعاملني زي (مثل) ولده. بعد كم سنة راح (سوف) يرجع إلى بلده، ومو (لسنا) عارفين ايش (ماذا) نسوي (نعمل) بدونه. لو راح فإن قطعة من قلبي بيروح (ستروح)".

٤

ومن الطريف بأن محمد الزهراني، أحد المغردين لاحظ الصورة التي نشرت للعائلة الأندونيسية وذكر بأن العامل الأندونيسي كان أحد مرضاه في عيادة طب الأسنان ونشر صورة جماعية تجمعه مع العامل الأندونيسي مع ابتسامته الجديدة بعد قيام محمد وزميله بتركيب طقم أسنان جديد له.

Davzet5XkAAntmD

وتتيح هذه التجارب فرصة لإبراز العلاقات  الإنسانية الإيجابية بين الوافدين والمواطنين والتي لا تقوم المؤسسات الإعلامية الخليجية بإبرازها دائما، كما تسلط الضوء على الدور المهم الذي يلعبه الوافد الأجنبي لدى العديد من الأسر الخليجية وتكسر بعض الإعتقادات والأفكار النمطية السلبية  المرتبطة بشخصية الوافد ودوره وسلوكياته في منطقة الخليج.