لقد وصلت إلى المقالات الرئيسية

النساء البنغلادشيات...مطلوبات لكنهن موصومات بالعار

في 27 مارس 2024

عند المغادرة، لا يملكن المعرفة والوعي لما هن ذاهبات إليه، وعند العودة لا يحصلن على الدعم الكافي. نساء يلتففن حول بعضهن البعض لبناء قدرة على التحمل والصمود. في هذا الجزء الثاني والأخير من تقرير بنغلاديش، نتعمق في الدور الذين تلعبه المهاجرات العائدات وعائلاتهن.

 

يعتبر الاتجار بالبشر والعمل القسري من أكثر الممارسات انتشاراً في قطاعات مثل العمل المنزلي. وتشكلت عوامل جذب هجرة الإناث بشكل كبير وفق احتياجات ومصالح كلا دول طرفي الهجرة، وفي بعض الأحيان تبدو دول الأصل وكأن لا خيار لها.

يتذكر سيد سيف الحق، من جمعية رعاية حقوق المهاجرين البنغلادشيين (WARBE): «وضعت السعودية ضغطاً كبيراً على بنغلاديش لحاجتها لعاملات المنازل. ووقع الطرفان مذكرة تفاهم في 2011- 2012». وفي أعقاب ذلك بدأت الحكومة بالترويج لوظائف عاملات المنازل بشكل قوي. 

يقول سيف الحق الذي عمل في السعودية: «في الفترة ما بين 2009 و2010، أوقفت السعودية التوظيف من هنا بسبب ارتفاع عدد البنغلادشيين في سوق العمل هناك. ولم يستأنفوا التوظيف إلا بشرط موافقتنا على ارسال النساء أيضا. وبذلك تم الاتفاق بين جمعية وكلاء الوظيف المحلية وجمعية وكلاء التوظيف السعودية. وطلبوا إرسال 10,000 امرأة شهرياً». ويقول سيف الحق إنه يشعر أن النساء يستخدمن كسلع هناك ويتم استعبادهن. 

ومن جانبه، يقول تيبو سلطان من جمعية وكلاء التوظيف الدولي البنغلادشية (BAIRA): «إنهم لا يضغطون علينا لإرسال عدد كبير من النساء فحسب، وإنما ليس بإمكاننا فرض رسوم أيضاً. وفي حين أن جميع التكاليف يجب أن يتحملها أصحاب العمل، إلا أن ذلك على الورق فقط. ويوجد في بنغلاديش حوالي 700 وكيل مرخص لإرسال النساء إلى الخارج. 

«عندما فتحت السوق للنساء في 2014، وضعت الوزارة ضغطاً علينا لإرسال النساء. وذهب وكلاء التوظيف إلى 64 منطقة لجمع النساء. لم نتسلم من جانبنا أية مبالغ، لكننا أعطينا الدلال (الوسطاء)، المال للبحث عن النساء. وأخبرتنا السفارة السعودية إنهم سيصدرون تأشيرتين للرجال في مقابل كل تأشيرة للنساء. وأرسلنا الكثير من النساء، أكثر من 300,000…»

بحسب البيانات الرسمية، منذ 2014، ذهبت مليون امرأة من بنغلاديش للعمل في الخارج، نصفهن ذهبن إلى السعودية. (انظر الجدول 1)

 

"عندما فتحت السوق للنساء في 2014، وضعت الوزارة ضغطاً علينا لإرسال النساء… وأخبرتنا السفارة السعودية إنهم سيصدرون تأشيرتين للرجال في مقابل كل تأشيرة للنساء. وأرسلنا الكثير من النساء، أكثر من 300,000...
"

 جدول 1: هجرة الإناث إلى الخارج

السنة المجموع السعودية الأردن
2014 76,007 13 20,134
2016 118,088 68,286 22,689
2017 121,925 83,354 19,872
2020 21,934 12,735 3,661
2021 80,143 53,082 13,643
2022 105,466 70,279 11,879
2023 76,108 50,524

7,838

المصدر: BMET

 

«الآن، تواجه النساء هناك الكثير من المشاكل. لا طعام، ولا مال، ولا راحة بالإضافة إلى أماكن الإقامة السيئة. يسجن كثير من الوكلاء هنا بسبب الاتجار؛ تتم معاقبتنا إذا ما كانت هناك مشكلة في السعودية كيف يكون ذلك عادلاً؟ كما أن مساند (المنصة الرسمية لتوظيف عمالة المنازل) تفضل الوكالات السعودية. نحن نستلم الكثير من التأشيرات، ومن ثم يمتنع نظرائنا السعوديون عن اعطائنا المبالغ المستحقة. وإذا ما طالبنا بذلك، يتم تقديم شكاوى كاذبة عنا ويتم إدراجنا في القائمة السوداء. وليس بإمكان سفارتنا التدخل. ما بين 80٪ إلى 90٪ من الوكالات السعودية لا تدفع لنا مستحقاتنا. نواجه مشاكل كثيرة». 

يحاول سلطان نزع فتيل الشكاوى. «لايزال 2-3٪ من العمال يعانون من المشاكل». 

برغم الانخفاض الشديد في هجرة النساء في 2020 بسبب الجائحة، إلا أن الأرقام آخذه في الازدياد من جديد بشكل مطرد، يصاحبه أنواع من نقاط الضعف. تقول روهينور، مساعدة مدير DEMO من منطقة كوميلا: «حتى وقت قريب، كانت النساء يحصلن على شهر واحد من التدريب، لكن تم زيادة المدة إلى شهرين، وتترد كثير من النساء في قضاء كل هذه المدة في التدريب وأصبحن يجدن طرقاً أخرى. لكن أصبح من الاجباري حاليا، فتح حساب مصرفي للحصول على ترخيص للهجرة». وهذا الشرط من شأنه أن يغير الحياة بالغعل كما أظهرت تجارب النساء اللاتي تمت مقابلتهن. 

عادة ما تواجه النساء اللاتي يهاجرن، الفقر، على عكس الرجال الذين ليس بالضرورة فقراء لكن لديهم أي نوع من رأس المال – لبيع الأرض مثلا من أجل الحصول على قرض. تقول المدربة شيرين من مركز التدريب في دكا: «النساء أيضا يشعرون بالراحة من الذهاب إلى السعودية لأنها دولة مسلمة»، وتضيف «وهم أيضا يأتون من عائلات مفككة ويعانون من أنواع ضعف أخرى، ويكون الهدف الاعتماد على النفس. كثيرات منهن لديهن أطفال وليس لديهن خيارات أخرى ممكنة محليا تكفي لكسب العيش.» أو ربما هذا هو اعتقادهن.

وفي مونشغاني التي تبعد نحو ساعتين عن دكا، على شرفة مبنى غير مكتمل – يقع البيت الصغير الذي يأوي العائدات – كانت هناك حلقة نقاش حيوي دائرة. وعلى شارع الجانب المقابل، يوجد مأوى آخر حيث توجد وحدة التطريز والخياطة، وحيث تقدم أطفالها بفخر – وتراهم جميعهم شهادة على نجاحها. الجميع هناك أعضاء لدى شبكة مجتمعية تسمى ملتقى الهجرة تأسست من قِبل OKUP (Ovibashi Karmi Unnayan Program).

 

"وأخبرتنا السفارة السعودية إنهم سيصدرون تأشيرتين للرجال في مقابل كل تأشيرة للنساء. وأرسلنا الكثير من النساء، أكثر من 300,000..."

استغرق البعض وقتا لتقبل الحديث، فيما تحمس أكثرهم بسلاسة – كن نساء من أعمار مختلفة يتحدثن عن تجاربهن في الخارج ومحلياً أيضاً. لدى تسليمة قصة نجاح. فهي تجلس بفخر وتتحدث عن قائمة إنجازاتها. عادت تسليمة أثناء تفشي جائحة كوفيد 19 وكانت مشوشة ذهنياً، لكنها اتجهت للعمل كقابلة للتوليد، وأنشأت متجراً صغيراً، كما تعمل أيضاِ في تعليم المجتمع. «لقد نصحت الناس لتجنب السفر، ليس لدي فكرة عن الحياة هناك، كما لم يكن لدي فكرة عن البدائل المحلية. الناس لا يقومون بوظائفهم محليا بالشكل الذي يقومون به في الخارج. هناك وصمة عار تحيط بعاملات المنازل هنا. حتى إن كن يكسبن دخلا جيدا من وراء ذلك». لم تعد تسليمة إلى بلدها إلا بعد مرور 10 سنوات لأنها لم تكن تكسب ما يكفيها. 

تقول إنه من المفيد أن يكون لديك وجه معروف للتواصل ونشر المعرفة. وباعتبارها منظمة اجتماعية فقد أعطى ذلك حماساً لنشطاء أخرين. «لدينا الآن شبكة للتبرع بالدم. وقمت بإعطاء دروس في الخياطة لعضوات الملتقى بالإضافة إلى عملي في القبالة». ، يوجد في عملها إحساس قوي بالهدف وهو أمر معدي فهي تجذب المزيد من الأعضاء للشبكة. 

هيلينا، عاملة ذهبت إلى لبنان، والإمارات، وقطر، وكانت جميع تجاربها مخيبة لآمالها، فلم تكن تكسب ما يكفي كما لم تكن تتسلم أجرها بانتظام. تقول ضاحكة: «كل ما كنت أرسله إلى عائلتي يتم انفاقه، وتزوج زوجي بأخرى… ولذلك كان علي أن أعود للعمل في الخارج». ويضحك الجميع لكن قصصهم تختلف كثيرا. 

من بين مجموعة مكونة من 14 امرأة، فقط 4 منهن لديهن حساب مصرفي منذ البداية. لكن على مدى السنوات، أصبح لدى الغالبية حسابات. جميعهن كن يحصلن على أجورهن (إذا تم ذلك فعلا) نقداً من قبل صاحب العمل ويقمن بإرساله بتحويلات مالية عن طريق محلات الصرافة. ولم يأتِ الوعي المالي، وتحول اهتمامهن من مجرد إعالة أسرهن إلى تأمين مستقبلهن الذاتي إلا بعد سنوات بالنسبة لهن جميعاً. 

ولا تتوقف التجارب الجيدة أو السيئة على البلد أو القوانين المطبقة فيها بقدر كونها في الغالب معتمدة على صاحب العمل بشكل فردي. وهؤلاء تتشكل لديهم قوانينهم الخاصة عندما تكون الطريقة القانونية الوحيدة التي يوظفون بها عاملة المنزل هي أن تكون مقيمة في المنزل، الأمر الذي يطرح السؤال حول كيف للقوانين أن تمنح مثل هذه السلطة الكبيرة للفرد. 

أما ياسمين، وهي الأكبر في عائلتها، فأرادت أن تؤمن مستقبلا لأشقائها ووالديها. تقول ياسمين: «الفيضانات شائعة في المنطقة، ومن الصعب الحفاظ على مورد للعيش. بقيت في عمان لـ 13 عاماً، في السنوات الأربع الأولى واجهتني مشاكل كبيرة». تعرضت هناك للتعذيب الجسدي والعقلي، لكنها قاومت وهددت بالذهاب إلى الشرطة. وقد نجح التهديد وتمكنت من الحصول على وظيفة في صالون. وتقول وهي فخورة بما حققته: «كان ذلك جيداً، تمكنت من بناء منزل يدر علي إيجاراً. كنت أبعث المال عندما تحتاجه عائلتي وأدخر المتبقي.» خصوصاً أنها لم تكن لديها أي فكرة عن الإجراءات عندما ذهبت إلى عمان لأول مرة. كل شيء كان يتم عن طريق الدلال. كان علي أن استبدل جوازي 3 مرات، وحتى مع ذلك لم يتم الأمر بشكل جيد وكان عمري مزوراً. 

منية، كان لديها صاحب عمل ممتاز في البحرين لمدة 13 عاماً، لكنها أنفقت كل مالها في مناسبة زواج ابنتها ونفقات العلاج الطبية. «لم تكن التأشيرة للبحرين متوافرة عندما أردت العودة فذهبت إلى قطر…»، تقولها مرتجفة غير راغبة في الحديث عما حصل هناك. 

"إنهم يستخدمون مصطلحات مهينة عند ذكر المرأة المهاجرة. وعندما نعود، نواجه العار كنساء مهاجرات وذلك بعد أن نتعرض للمعاملة السيئة في دول المقصد أيضا. ولا توجد وصمة عار مشابهه للرجال."

أطفال الإهمال

ما عدا اثنتين من الموجودات، فجميع النساء تركن أطفالا صغاراً وراءهن ليهاجرن. ونادرا ما يترك هؤلاء الأطفال في رعاية الآباء. فتتدخل للرعاية الجدة، أو العمة، أو الأخت. تقول روما التي تركت ابنتيها وعمرهما 5 و8 سنوات «إن ابنتي الكبيرة انتحرت في مراهقتها». كانت روما تتحدث بثبات واقتضاب عن مأساتها. وكانت النساء تتداخلن بتجاربهن الخاصة بمعاناة أطفالهن في مواجهة الإهمال والوصم بالعار.   

عرضت أم تسليمه رعاية أحفادها، لكنها خلال أسبوع قالت إنها غير قادرة على ذلك، وقامت، بدلا عن ذلك، بإرسال الأطفال إلى مدرسة داخلية. وبرغم أن لديها أفكار كثيرة حول المدرسة إلا أنها كانت فخورة بأن ابنتها هي أول امرأة تحصل على رخصة قيادة السيارة في المدينة. فخططت لشراء سيارة أجرة. 

تقول منية أن هذه مدارس خاصة للأطفال، لكنها ليست المكان الصحيح للدراسة. «هناك الكثير من المعاناة في هذه المدارس. كانت ابنتي طالبة جيدة لكن خلال المرحلة الثانوية كان عليها تحمل الكثير من المضايقات و’التحرش’ (مصطلح لطيف للتحرش الجنسي يستخدم عادة في دول جنوب آسيا) وكان علي أن أزوّجها. لو كانت المدرسة الداخلية لائقة لكان الوضع أفضل. سلامة أطفالنا مهمة. وبرغم أنها كانت ترسل مبالغ من المال لزوجها شهرياً، لكنها تشك أن تكون طفلتيها قد حصلتا على الرعاية المناسبة.

ومن جانبها، تقول أمينة التي ذهبت إلى السعودية إن الأمر ينتهي بنا بترك الأطفال مع أقارب لا يعتنون بهم دائماً. وتوضح: « إنهم فقط يقدمون لهم الطعام والمأوى لكن ليس الدعم المعنوي، لقد تركت طفلي وعمره 8 أعوام وهو مراهق الآن ضل طريقه، ولا يطيعني. المدارس هي فقط مؤسسات دينية ولا يهتمون بالطفل. في بلدنا، توجه لنا الحكومة والمجتمع أصابع الاتهام عندما يضل أطفالنا، عندما تواجهنا المشاكل يسألوننا لماذا نذهب إلى الخارج». 

هناك غضب شديد بين أفراد المجموعة

تستمع روما بانتباه شديد ثم تبدأ بالانفتاح ببطء قائلة إن النساء المهاجرات لا يحصلن على الاحترام المناسب من المجتمع أو من المسئولين. «إنهم يستخدمون مصطلحات مهينة (bidesh ferot mohila) عند ذكر المرأة المهاجرة. وعندما نعود، نواجه العار كنساء مهاجرات وذلك بعد أن نتعرض للمعاملة السيئة في دول المقصد أيضا. ولا توجد وصمة عار مشابهه للرجال. وتعاني أمهات المهاجرات وأطفالهن من ضغط نفسي شديد، ولاتزال ابنتي ذات الـ 14 عاما تعاني من ذلك (بسبب الوصم). 

أما زوج روكشانا فتركها مع طفليها بعمر 12 سنة و8 سنوات. «لم تمد عائلتي يد المساعدة لي، عاملت أختي طفلتيّ معاملة سيئة جداً، برغم أنني كنت أدفع ثمن رعايتهما. إحدى البنتين حاولت الانتحار. لا يجب أن يذهب أحد إلى الخارج تاركين أطفالهم». وتقوم روكشانا حاليا بتشغيل وحدة خياطة توظف 22-25 امرأة محلية وهي سعيدة لأن طفلتيها ناجحتين أيضا.

ألو، أم مطلقة ولديها 3 أطفال، تقول إنه كان يتحتم عليها الهجرة لكسب لقمة عيشها. يبلغ عمر ابنها 10 سنوات وسمع أشياء سلبية عن والدته لا يجب أن يسمعها طفل، فلم تتمكن من الاستمرار وعادت أدراجها. 

وتشدد ياسمين، على حاجة النساء العائدات للمساعدة والرعاية، وهو ما يعتبر أحد وظائف ملتقى المهاجرين. «العائلات فقط تريد المال لكنها لا تهتم بأمر الشخص الذي يبعث هذا المال». 

وفي الوقت الذي تصب موينا غضبها على الحكومة – «هم فقط يريدون تحويلاتنا المالية لكنهم لا يفعلون ما يكفي ليدعمونا مالياً». تشير روما إلى أن العاملات المنزليات لديهن المهارة، وعلى الحكومة الاستفادة من ذلك بشكل أو بآخر. وهي تقدم خدمات الرعاية لمن يحتاج الدعم للذهاب إلى المستشفى،  أو في المنزل. «أكسب بشكل جيد من ذلك، فهناك حاجة لهذه الخدمات». 

وهؤلاء النساء لديهن مقترحات حول ما يجب عمله في الدول التي يذهبن للعمل فيها. وتقول ياسمين إن الوصول للرعاية الصحية صعب في جميع دول المقصد. «ولابد أن يكون هناك تفتيش عمالي لعاملات المنازل أيضاً، ففي الصالونات لدينا تفتيش شهري. فعلى الأقل نحتاج إل التفتيش في المنازل مرة كل عدة أشهر».

وتتحدث روما عن الحاجة إلى التثقيف المالي. «كان صاحب عملي يسألني دائما لماذا أبعث المال لأخي وليس لحسابي المصرفي الشخصي. لكننا نحتاج أن يكون لدينا حسابات مصرفية في البلدان العربية أيضاً لكي لا نضطر لإرسال الأموال إلى بلداننا». 

وتقول شيرين، وهي مدافعة مجتمعية تعمل في مكاتب الاتحاد الحر للنقابات في بنغلاديش (BFTUC)، إنها كانت تسمع وبشكل متكرر، كلمة ‘سابنا’ وتعني الحلم، خلال فترة عملها – وتقول إن أي شخص لديه حلم بحياة أفضل سوف يصدق أي كذبة. وتذهب شيرين شخصيا للتحدث مع النساء اللاتي يخططن للعمل في الخارج، كما تعمل مع النساء العائدات ممن تعرضن لظروف قاسية هناك. «انهن يصدقن كذب الدلال الذي يقدم فرص أمل عديدة، وعندما يصلن إلى هناك، يواجهن الكثير من المشاكل، مثل الحصول على نصف الراتب، هذا في أحسن الأحوال، والعيش في أماكن إقامة مكتظة، والتعرض لإساءات مختلفة. لكن عائلاتهن لا تقبلهن إذا ما فشلن. وحتى بعد أن ينفق الأزواج كل المال الذي تبعثه النساء، لا ينظر اليه كوصمة عار أبداً،»

وتتذكر شيرين إحدى الحالات التي تعاملت معها مؤخراً. «قبل الذهاب الى السعودية، وقّعت على ورقة بيضاء من الدلال. ثم كان راتبها يعطى لوسيط ولا تتسلمه مباشرة». ومن المحتمل أن يكون الوسيط يعيش في السعودية أيضاً. «يعيش الدلالون خارج البلد، ويقومون بالتوظيف عندما يكون في البلد لقضاء الاجازات، ولذلك فمن الصعب جدا تحديد مكانهم.»

«من الممكن الحصول على التأشيرة الجرة (الفري فيزا)بسهولة شديدة، إنهم يبيعونها، حرفيا، في الشوارع.»

"هناك الكثير من المعاناة في هذه المدارس. كانت ابنتي طالبة جيدة لكن خلال المرحلة الثانوية كان عليها تحمل الكثير من المضايقات والتحرش وكان علي أن أزوّجها. لو كانت المدرسة الداخلية لائقة لكان الوضع أفضل. سلامة أطفالنا مهمة."

عندما تفشل الحكومات، يتدخل المجتمع المدني 

من الممكن أن تكون دورة الهجرة قاسية. تتفكك العائلات لأن أحد الوالدين أو كلاهما في الخارج، وفي الغالب بشكل منفصل، تاركين أطفالهما في رعاية أقاربهما. وبعد ذلك، ولإنقاذ الأطفال من تبعات الوضع الهش الذي كانوا فيه – بما في ذلك إدمان المخدرات والانشطة الإجرامية، يتم ارسالهم إلى الخارج على أمل تقويمهم على الطريق السليم، إلى الأراضي المقدسة. وفي سيناريوهات أخرى، تعود النساء اللاتي عملن في الخارج ليجدن الأموال التي بعثن بها انفقت بشكل سيء من قبل الأزواج أو العائلات، بينما يتم تجاهل رعاية الأطفال. وحينها إما أن يتدخل قريب آخر للهجرة، أو أن يتوجب على النساء أنفسهن الهجرة مرة أخرى. 

وجاء OKUP الذي أسسته نساء عائدات، بفكرة لإنشاء منصة تطوعية على مستوى المجتمع، تسمى الآن ملتقى المهاجرين. «هذه المجتمعات قريبة من بعضها البعض ونحن على علم بمن يأتي ومن يذهب. ويوجد حالياً نحو 100 ملتقى للمهاجرين. ولأنه تطوعي فسيكون أيضا مستدام. 

وقرر هؤلاء عدم تسجيل أنفسهم كمنظمات رسمية لأن ذلك سيلزمهم مع الحكومة التي بدورها ستعرقل العمليات. «إذا ما كانوا أقوياء، فسوف يكون بإمكانهم التأثير على الشرطة. نحن بحاجة للمحافظة على الاستقلالية. هناك ثقافة طبيعية وأصيلة للتلاحم ويجب أن نحافظ على ذلك، ولذلك تريثنا في تحديد الأشخاص المناسبين ليحافظوا على هذه الثقافة.»

يقوم منتدى الهجرة بالاستفادة من هذه الثروة ويحولها إلى أدوات تعليمية ملموسة – منصة من، ولهؤلاء الأكثر تضررا بسبب ممارسات الهجرة غير الآمنة. 

في غرفة إضاءتها خافتة بأحد المراكز، يلتقي 10 رجال ونساء – بعضهم عائدون والبعض الآخر من عائلات المهاجرين. ويأخذ الحديث منحى حول مشاكل أكثر بؤسا – انتحار، تعاطي المخدرات، عنف منزلي. ولكن هناك تصميم وعزم لمعالجة كل ذلك بإخلاص ونقاش منفتح حول الصحة النفسية للرجال في المجتمع، والحاجة للعناية بصحتهم النفسية. قضى زوج مينا 13 سنة في ماليزيا، وتم القبض عليه مع آخرين من الأشخاص غير النظاميين، وإن لم يكن هو نفسه كذلك. تقول زوجته: «قضى في السجن 7 شهور، وعندما عاد لم يكن ممكن التعرف عليه على الاطلاق لشدة نحافته. رؤيته بهذا الشكل كانت تسبب ألما لا يمكن وصفه. حمسني ذلك للانضمام إلى الملتقى، وطلب المساعدة، و دفعه ليعمل من أجل الهدف نفسه.»

يقول سومان، أحد قياديي الملتقى إنه وفي حين لا يواجه المهاجرين الذكور بشكل عام وصمة العار نفسها التي تواجهها الإناث، لكن عندما يعودون خالين الوفاض أو يفشلون في مسعاهم فهم يصبحون عرضة للسخرية. «يكونون متشوشون عقلياً والرجال لا يتحدثون في الأمر. لكن إذا ما حصل هؤلاء على الدعم فإنهم يصبحون ناجون وصناعاً للتغيير.»

مثل علي، الذي دفع 400,000 تاكا (3650 دولار أمريكي) ليذهب إلى الخارج بدون عقد عمل. «اجتزت الفحص الطبي هنا، لكنني لم أجتازه هناك. لذلك عانيت لمدة 4 سنوات بالعمل بشكل غير نظامي، والاقتراض أكثر. والآن عدت، وحصلت على المساعدة، وبمشاركة معاناتي التي أوقعني فيها عدم الوعي، فإنني أساعد الآخرين. 

أما أختر، عامل البناء فقد عمل في دبي لـ 8 سنوات قبل تفشي الجائحة التي أصبح بعدها عاطلا عن العمل. أخبرت زوجتي فطلبت مني العودة فوراً. شجعتني على ذلك برغم أنني لم أكن أعرف ما الذي يمكن عمله عندما أعود. 

وفور عودته، اصطحبته زوجته إلى اجتماع الملتقى، حيث التقى آخرين مثله. وقال بعينين دامعتين: «لم أشعر أنني الوحيد. رأيت الكثيرين ممن غيروا حياتهم. تدربت على المهارات الحياتية، ولم أعد أشعر باليأس.»

وإلى جانب التثقيف، يقدم الملتقى خدمات استقبال في المطار للعائدين لإبعاد أي فرصة لانتقادهم. وبحسب سومون «منذ 10-15 سنة مضت عندما تعود المرأة، كانت تعتبر امرأة سيئة. وبوجود قيادات مجتمعية يستقبلونهن في المطار تم كسر هذه الوصمة أو على الأقل اضعافها.»

يقول أوبوبهيا الذي أنفق 700,000 تاكا (6371 دولار أمريكي) منذ 8 سنوات، للذهاب الى قطر، إن التكلفة الحقيقية، حينها، كانت 83,000 (755 دولار أمريكي). «عدت بعد عام واحد لأن التجربة كانت مخيفة». واتجه بشكل عميق إلى مجال رفع الوعي. «قد تكون أسباب الهجرة قبيحة، وكنت أريد أن أنفذ إلى جذور الموضوع – زواج الأطفال، إدمان المخدرات، الإساءة…»

"الأزواج المدمنون يكونون عاطلين ومعنِّفين، لذلك تهاجر النساء... كما أن الخوف من إدمان المخدرات يدفع العائلات إلى إرسال أبنائهم المراهقين إلى الخارج بتزوير أعمارهم، بسبب خوفهم من أن يصبحوا مدمنين إذا ما بقوا في الوطن. هناك ترابط بين الأشياء، التي تدور في حلقة مفرغة."

إدمان المخدرات، وزواج الأطفال والعنف المنزلي من مسببات الهجرة القسرية

يتفق جميع الأعضاء على وجود مشكلة كبيرة في إدمان المخدرات بين الرجال وحتى الشباب – الهيروين والقنّب وأقراص اليابا (وهي مزيج من الميثافيتامين والكافيين)، وأنواع أخرى من المخدرات المحسنة للمزاج. 

يقول أوبوبهيا الذي يعمل مع الشرطة في التوعية ضد المخدرات: «هناك 6,400 حالة طلاق في هذه المنطقة وحدها، 60٪ منها بسبب الإدمان». ويضيف: «يوجد في نارايانغونج (منطقة مجاورة) مركز لإعادة التأهيل لكن كلفة خدماته عالية جدا، لذلك، ما أن يدمن الشخص تعاطي المخدرات، يصبح من الصعب عليه الخروج من الوضع.».

أطفال المهاجرين تحديدا، وضعهم هش لعدم وجود من يرعاهم، لكن يتوفر لديهم المال الذي يبعثه له ذويهم لإعاشتهم. 

تتفق ياسمين مع أوبوبهيا في أن الإدمان هو أحد أسباب الهجرة القسرية. «الأزواج المدمنون يكونون عاطلين ومعنِّفين، لذلك تهاجر النساء. لقد غرق 3 من أبناء إخوتي المراهقين غرقوا بينما كانوا على ظهر قارب وهم مخمورون. كما أن الخوف من إدمان المخدرات يدفع العائلات إلى إرسال أبنائهم المراهقين إلى الخارج بتزوير أعمارهم، بسبب خوفهم من أن يصبحوا مدمنين إذا ما بقوا في الوطن. هناك ترابط بين الأشياء، التي تدور في حلقة مفرغة.»

وبذلك أصبحت السعودية الوجهة المفضلة للهجرة، بسبب الإيمان بأنها الأرض المقدسة، ولن يكون هناك مكاناً للآثام. وحتى يحين وقت العودة تتغير الأمور تماماً. 

عودة مترددة وتحدي إعادة الاندماج في المجتمع

يقول سيف الحق إن هناك فجوة كبيرة في تصميم برامج العودة وإعادة الاندماج في المجتمع. وهناك افتراض أن هذا أمر طبيعي. إلا أن الأحداث الأخيرة أظهرت نوع من التأثير الاجتماعي السلبي الذي قد ينطوي عليه الأمر. «في 2020، خلال جائحة كوفيد، عاد نحو 500,000 مهاجر. وفي 2022 وحدها، هاجر 1.1 مليون شخص والكثير منهم يعودون.»

وتعتبر المنظمة التي ينتمي اليها سيف الحق، أحد شركاء المجتمع المدني لبرنامج الحكومة الذي يستهدف العائدين –  تعزيز التوظيف في القطاع غير المنظم  RAISE الذي يديره WEWB.  

يتدفق الرجال والنساء بشكل منتظم ومستمر على مركز المساعدة في كوميلا، حيث يتم تسجيل المهاجرين العائدين ضمن مشروع RAISE [شريط جانبي]. يلقي علي حسين الذي يدير المركز، الضوء على المشاكل المقلقة المتعلقة بعودة المهاجرين وإعادة ادماجهم في المجتمع. «المهاجرون العائدون ليس لديهم الكثير ليقدموه، فهم بلا خبرة مالية كما أنهم لم يستثمروا هجرتهم بشكل جيد. فكل ما فعلوه هو إنفاق ما كسبوه هناك. كما أنهم لم يستفيدوا من خبرتهم محلياً. أخذ برنامج RAISE على عاتقه تثقيف العمال عن الفرص وتدريبهم على اغتنامها. كما أنهم يتسلمون مكافأة تحفيزية مقدارها 13500 تاكا (123 دوار أمريكي) بعد الانتهاء من البرنامج. 

تتجه أعداد كبيرة من العائدين إلى لجنة إدارة التظلمات GMC حتى بعد أن يسجلوا في البرنامج. وحيث أن أعضاء اللجنة هم من كبار السن المعروفين في المجتمع، فهم يستخدمون مكانتهم ويسعون للتفاوض والوساطة قبل أن يتم تحويل الحالات إلى القضاء. ويشمل ذلك خرق العقود، وتحرش الوسطاء، التعرض للإساءات في الخارج، التعرض للاتجار والتهريب [أنظر أدناه].

لقد وجدوا ارتفاعاً في استخدام تأشيرة الزيارة منذ تفشي جائحة كوفيد 19. وبحسب أحد أعضاء اللجنة: «إنهم لا يعرفون معنى ذلك، فهم فقط يحصلون على التأشيرة ويذهبون. وهناك إما أن تتقطع بهم السبل أو يعودون أدراجهم خائبين بعد خسارة كل شيء. يتصلون بنا أو يقوم ذويهم بذلك، وبدورنا نتحدث إلى الدلال». مؤخراً وردتنا 3 حالات من السعودية ونجحنا في استرداد مستحقاتهم بالكامل.»

كان بوشير، الذي عمل في عمان لمدة 13 عاماً، وكمال الذي بقي في السعودية 14 عاما، متواجدان في مركز كوميلا للمساعدة، للتسجيل لبرنامج RAISE. لم لدى أي منهما ما يدل على أنهما قاما بالادخار. لقد عمل بوشير خياطاً لكنه الآن عاطل عن العمل في كوميلا. أما كمال الذي عمل في مقهى فيتوق للعودة للخليج لأنه لا يرى أية فرصة تناسبه محلياً. «لقد أنفقت كل مدخراتي، لا يمكنني البقاء هنا». 

غالبا ما تكون عودة الرجال المهاجرين هي أمر مؤقت، وهذا لا يتكرر مع النساء المهاجرات. فالهجرة دائما أولوية بالنسبة للرجال مقارنة بالاندماج في المجتمع. وقرر كل من مايا وكوهينور، وكلاهما لديه أفرادا من العائلة يعملون في الخارج، أن يأخذا على عاتقهما مساعدة عائلات المهاجرين والمهاجرين المحتملين بتثقيفهم حول الهجرة الآمنة وكذلك التثقيف المالي، مستفيدين من المعرفة والخبرة التي حصلا عليها من تجربتهما المشتركة. «إنهم لا يحتفظون بأية وثائق عندما يدفعون للدلال. وهذا أكبر خطأ. أهم نصيحة نقدمها لهم، التوثيق. كما أنهم لا يعرفون كيفية التحقق من عقود العمل والتأشيرات».

هم يعتقدون أن الناس أصبحوا أكثر وعياً، لكن المهاجرين لازالوا يواجهون أزمات مالية، وأغلبهم ليس لديهم مدخرات، كما أنهم بحاجة للدعم النفسي. ويخطط زوج كوهينور الذي عمل في السعودية لمدة 15 عاماً، أيضا للعودة لبلاده. «لم يعد البقاء مجدياً، مع ضريبة القيمة المضافة التي تأتي على راتبه، فلا يمكنه أن يبعث المال الكافي لأسرته. ما الفائدة من البقاء إذن؟ إنه يريد أن يعود.»

ما الذي ينتظرهم عند العودة، هو السؤال الذي يظل بلا إجابة بالنسبة لكثيرين، إلا أن هذا لا يمنع الأعداد الثابتة من الرجال من مغادرة البلد بشكل يومي. كما أنه لا يثني النساء اللاتي لا يواجهن لدى عودتهن معاناة الاندماج من جديد في المجتمع فحسب، وإنما الوصم بشكل قاسي ومتطرف. 

الوساطة والتعويضات

تقول جنات النسا توما، وهي مسئولة تحكيم في WARBE، وتدير مركز استلام التظلمات GRC في مكتب BMET بكاكريل بدكا، إن المركز يقدم خدماته لضحايا الاحتيال، وحقق درجة معقولة من النجاح. والمركز لا يساعد الضحايا في العودة فحسب وإنما في المطالبة بتعويضاتهم. وتسترسل توما: «منذ 2017 وحتى أكتوبر 2023، تمكن المركز من استرداد 8,710,000 تاكا (79٫445 دولار أمريكي) من وكلاء التوظيف، وWEWB، وحتى من أصحاب العمل في الخارج. وبلغ إجمالي عدد الحالات التي سجلها المركز خلال تلك الفترة 664 حالة من بينها 311 حالة تعود لنساء. وقد قمنا بحل 208 حالة، من بينها 83 حالة لرجال و125 لنساء. وبالإضافة إلى ذلك، وفي الفترة نفسها، تمكن المركز GMC الذي يعمل على مستوى المنطقة من استرداد 9,800,000 تاكا (89٫390 دولار أمريكي)، بشكل رئيسي، من خلال الوساطة بين الدلال والعمال.

«ويتم استرداد المبالغ التي يدين بها أصحاب العمل، والتي تعطى للعمال الذين تنجح مطالباتهم، من الوديعة التي يدفعها وكلاء التوظيف لدى الحكومة والتي تبلغ 2,500,000 تاكا (22٫800 دولار أمريكي)». 

وتقول توما إن معظم المطالبات تأتي من المهاجرين في السعودية أو العائدين منها وهو أمر متوقع مع الأعداد الكبيرة التي تهاجر إلى المملكة. وتعمل توما في هذا المجال منذ 5 سنوات ورأت أنماطاً الاساءات والشكاوى. 

«وبالنسبة للمهاجرين الذين لايزالون في الخارج، تتقدم عائلاتهم بشكاوى إلى WEWB، لكن لايزال هؤلاء الذين يقدمون الحالات مباشرة، يعبرن عن رغبتهم في العودة في أقرب وقت. وتتنوع الشكاوى بشكل رئيسي حول التعذيب الجسدي والنفسي في الخارج، عدم دفع الأجور، تغيير الوظائف، استبدال العقد، عدم الحصول على تصريح للعمل، التورط في وضع غير نظامي. وتأتي الانتهاكات الجنسية وعدم دفع الأجور في مقدمة الحالات الشائعة بين النساء المهاجرات. فيما يواجه الرجال حالات التورط في أوضاع غير نظامية واستبدال العقد.»

تختلف تجربة المصاعب والمحن التي يتعرض لها العمال في الخارج باختلاف الجنس أيضا. «فلا يوجد مآوى للذكور من العمال المهاجرين، إذ تقوم الشرطة بترحيلهم عندما تراهم في الطرقات بدون أيه أموال أو عدالة. الكثير من هؤلاء إقامتهم غير نظامية وبالتالي لا يمكنهم الحركة بسهولة. أما بالنسبة للنساء فليس لديهن حسابات مصرفية، وهن غير متعلمات ويبعثن بكل رواتبهن إلى ذويهن في الوطن. وهن لا يعرفن، حتى، كم تبلغ أجورهن وكم يبعثن، ليس لديهن حسابات لأجورهن وفي الغالب ليس لديهن علم ما إذا استلمن مستحقاتهن. فهن يضعن بصمتهن على الأوراق عندما يطلب منهن ذلك دون أن يعرفن ما لذي وقعن عليه.»

(شكر خاص لـمؤسسة التنمية WARBE و OKUP، والفرق العاملة معهم على دعمهم في إجراء وترجمة المقابلات)

التقرير السابق: العقيدة والتأشيرة الحرة «الفري فيزا» تحكمان القبضة السعودية على المهاجرين البنغلادشيين