You have reached the main content

تهديد فيروس نقص المناعة المكتسبة على النساء المهاجرات

On November 3, 2009

وفقا لتقرير حديث صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بعنوان “عرضة النساء المهاجرات لفيروس نقص المناعة المكتسبة: من آسيا إلى الدول العربية”، تزداد عرضة العاملات المهاجرات للعدوى بفيروس نقص المناعة المكتسبة.

العديد من النساء المهاجرات العاملات كخادمات في المنازل يتعرضن للعنف الجنسي من قبل مستخدميهم، كما أن العديد منهم يلجأن لممارسة الدعارة وبناء العلاقات مع الرجال المحليين مقابل مال يحتجن إليه على نحو ملح يقمن بإرساله إلى ذويهم في الديار.

المقال الأخير الصادر عن شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) يروي قصة رينا، وهي شابة فيليبينية تركت بلدها وعمرها 17 عام للعمل في قطر حيث تم إجبارها على العمل لمدة 20 ساعة يوميا وتتلقى وجبة طعام واحدة فقط. وبعد مرور 7 سنوات على إقامتها في قطر، تم نقلها إلى دبي حيث تم إجبارها على تحمل حالات عمل غير إنسانية وتعرضها للعنف الجنسي من قبل مستخدمها:

“قام مستخدمي باغتصابي عدة مرات. كنت ضعيفة. وعندما جمعت القوة الكافية أخبرت زوجته، ولدهشتي، صدقتني. بمساعدتها قمنا بإخبار رجال الشرطة الذين تفاجئوا أن زوجة رجل عربي تصدق مثل هذه الحكاية من فم مساعدة منزلية.”

بعد المحاولة الفاشلة لجلب قضية اغتصاب إلى المحكمة، قامت الزوجة بمساعدة رينا في العودة إلى الفيليبين.

بتواجد فرص عمل قليلة في بلدها، قررت رينا تجريب حظها والعمل كخادمة منزلية في ماليزيا. ولكن الفحوصات الطبية أظهرت أنها مصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة.

“تحطمت. لم أعرف ما هو فيروس نقص المناعة المكتسبة، وفكرت أنني سأموت في الحال. لم أستطع تقبل الأمر، وأردت أن أكون لوحدي. كنت غاضبة وسألت نفسي باستمرار “ما الخطأ الذي ارتكبته لأستحق العدوى بهذا المرض؟”

رينا موظفة الآن في منظمة غير حكومية تعمل في مجال تعزيز الوعي حول مرض الإيدز.

العديد من دول الخليج والدول الأخرى إما تعمل على حرم دخول أو إبعاد الأجانب حاملي فيروس نقص المناعة المكتسبة. وفقا للمجموعة الأوروبية لعلاج الإيدز:

تم التعرف على 15 دولة تقوم حاليا بإبعاد الأجانب حاملي فيروس نقص المناعة المكتسبة: أرمينيا، البحرين، بروني، الصين، كوبا، مصر، العراق، كوريا الشمالية والجنوبية، الكويت، ليبيا، ماليزيا، عمان، روسيا الاتحادية، وتايوان.

تم التعرف على 12 دولة تمنع منعا باتا دخول وإقامة الأشخاص المتعايشين مع فيروس الإيدز: أرمينيا، بروني، الصين، العراق، كوريا الجنوبية، ليبيا، مولدوفا، عمان، السعودية، السودان، والولايات المتحدة الأمريكية.

كثيرا ما تواجه النساء المهاجرات حاملات فيروس نقص المناعة المكتسبة التمييز والعزلة الاجتماعية في لحظة عودتهم إلى ديارهم، حيث تتوفر برامج إعادة تأهيل قليلة لمثل هؤلاء النساء.

وفقا لمقال صادر عن شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قد تؤدي الأزمة المالية الحالية إلى تعريض العديد من النساء المهاجرات إلى العدوى بمرض الإيدز:

قال رينو ميير، المدير القطري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى شبكة الأنباء الإنسانية أن “مزيج رسوم التوظيف الزائدة والأجور المتدنية يؤدي في كثير من الأحيان إلى وقوع العمال المهاجرين في مكايد الديون، التي بدورها قد تؤدي إلى الاستغلال الجنسي.”

وأضاف أن “بتعرض العديد من هؤلاء النساء إلى خطر فقدان وظائفهم الذي يدفعهم إلى حافة اليأس، كان من المتوقع أن تصبح أحوال العمل والمعيشة “أكثر فأكثر قسوة.”

كما قال ميير “بينما ينخفض الطلب على العمل، على الأرجح أن يتقبل الأشخاص موضع المساومة الأضعف – وهم عادة العمال المهاجرين المؤقتين وعلى وجه خاص هؤلاء الذين لا يتم توثيقهم- تقريبا أي ظروف سبيلا في الحفاظ على وظائفهم.”

“وفي أوساط هذا الاضطراب، قد يؤدي اليأس إلى الهجرة في ظروف غير آمنة، الاستغلال الجنسي، وتزايد عرضة الأشخاص لفيروس نقص المناعة المكتسبة.”

التقرير الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي دعا دول الشرق الأوسط للتصديق على اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 181 التي تنص أنه لا يجوز لوكالات الاستخدام أن تتقاضى أي رسوم أو تكاليف من العمال المهاجرين. على الأقل، ستعمل هذه الخطوة على إزالة بعض الضغط المالي عن النساء المهاجرات اللاتي قد يجدن أنفسهن متورطات في الدعارة للتعامل مع الضغوطات المزدوجة المتعلقة بإرسال الأموال إلى عائلاتهم في الديار وتسديد الديون الضخمة لسماسرة التوظيف